أنعشت أجواء الرياض الممطرة والغابرة خلال الأيام الماضية نشاط ورش تصليح السيارات ومحال بيع قطع الغيار، التي ارتفع الطلب عليها بنحو 50 في المئة، في وقت قام البعض بتخصيص إسعاف متنقل لإصلاح السيارات في أماكن تعطلها بدلاً من نقلها للورش. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قامت بعض الورش بفتح خط ساخن بينها وبين موردي قطع غيار السيارات لتلبية حاجاتها من قطع الغيار فور طلبها لإصلاح السيارات المتعطلة بأسرع وقت. ويقول مالك ورشة لإصلاح السيارات فهد بامحرز: «وضعنا سيارة إسعاف متنقلة لتصليح السيارات خارج المدينة، وبخاصة في المتنزهات مثل الثمامة وغيرها الموجودة على مشارف الرياض، والتي قصدها المتنزهون خلال فترة الأمطار، وتقوم هذه السيارة المتنقلة بإصلاح السيارات في مكانها حين يكون العطب بسيطاً ولا تحتاج إلى إصلاحات كثيرة تستدعي نقلها إلى الورشة، وهذا الأمر أسهم في تسويق الورشة من جهة وتحصيل كسب مادي مميز، إذ إن تصليح السيارة في موقعها يرتفع عن قيمة إصلاحها في الورشة بنسبة 100 في المئة». وأضاف أن ملاك السيارات المتضررة سعداء بهذا العمل إذ إنه يوفر عليهم كثيراً، مشيراً إلى فتح خط ساخن بين ورش تصليح السيارات وبين محال ووكلاء بيع قطع غيار السيارات من أجل توفير قطع الغيار للورش بشكل مستمر من أجل إنهاء العمل في السيارات المتعطلة بأسرع وقتاً ممكن»، لافتاً إلى أن الأمطار أسهمت في تحريك كبير لمخزون قطع الغيار لدى الوكلاء. ولفت بامحرز إلى أن يوم الجمعة هو في الأساس إجازة لأصحاب الورش ومحال قطع الغيار، إلا زيادة الطلب دفع الكثير من الورش ومحال قطع الغيار إلى العمل في هذا اليوم. أما مشرف أحد ورش تصليح السيارات ناصر سالم فقال إن كهرباء سيارات حدثت لها أعطال نتيجة تأثرها بالمياه، وبخاصة حين تكون بعض توصيلات الكهرباء تعرضت لتجرح في الأسلاك، ويتسبب وصول الماء إلى الأسلاك في تأثر كهرباء السيارة. وأكد أن السيارات القديمة عانت من الأمطار أكثر من السيارات الجديدة التي يوجد بها عوازل تمنع وصول المياه إلى داخل المحرك أو مختلف قطع السيارات الداخلية، لافتاً إلى أن الكثير من السيارات تعطلت داخل مجاري السيول وتم سحبها إلى الورش، وراتفع سعر نقل السيارة من 50 ريالاً إلى 100 ريال للنقل داخل الرياض. وعن أسعار إصلاح السيارات خلال هذه الفترة، قال تتوقف الأسعار وفق سعر السيارة ونوعها وموديلاها، إلا أنها تبدأ من 300 ريال، وقد تصل إلى 10 آلاف ريال وذلك للسيارات الفاخرة أو التي تضررت كثيراً من خلال العطب في ماكيناتها التي يحتاج بعضها إلى تجديد والبعض الآخر فسدت بشكل كلي لذلك يلزم تغييرها بعد دخول المياه إلى داخلها. ولفت إلى أن السيارات المتطورة والأوتوماتيكية هي التي تأثرت أكثر من غيرها بموجة الأمطار، كما أن من يعمل منها بالكومبيوتر الذي يعتبر المنظم لحركتها هي الأشد تضرراً ويتكلف إصلاحها مبالغ أكبر. وأشار إلى اضطرار الكثير من أصحاب السيارات لترك سياراتهم في الورش للإصلاح مدة طويلة بسبب ضغط العمل، فمثلاً السيارة التي تحتاج إلى يومين لإنهاء صيانتها أصبحت تقبع أربعة أيام على أقل تقدير بسبب الازدحام الكبير الذي شهدته الورش خلال فترة الأمطار، لافتاً إلى أن زيادة الإقبال على إصلاح أجهزة التكييف بنسبة 40 في المئة خلال اليومين الماضيين، بسبب عدم فتح نوافذ السيارات خلال موجات الغبار التي تمر بها الرياض. أما مورد قطع غيار السيارات محمد النهدي فأشار إلى أنه خلال أيام المطر زاد الطلب على ماسحات الزجاج الأمامية التي تحتاج إلى تبديل من فترة إلى أخرى، وقطع الغيار الخاصة بالإضاءة، مؤكداً أن قطع الغيار الكهربائية شهدت طلباً كبيراً عليها، وكذلك كوابح السيارات «الفرامل». وأكد أن الأمطار والغبار في الرياض خلال اليومين الماضيين أسهما في ارتفاع الطلب على محال قطع الغيار وورش تصليح السيارات بنسبة تتجاوز 50 في المئة.