عندما زار الملك عبدالله الباحة، عندما كان ولياً للعهد، أي قبل ما يقرب من عشر سنين، كانت إطلالته خيراً وبركة، كانت عطاء وتنمية، كانت مستقبلاً وتأصيلاً لفكر اقتصادي متقدم، جاء خادم الحرمين الشريفين إلى الباحة وقتها وهو يحمل ألقاً وأملاً، وها هو اليوم - حفظه الله - يعاود تلك الإطلالة البهية التي تملؤنا فرحاً وسعادة، حناناً وأبوة وإنسانية، ها هو بعد أن قطع على نفسه عهداً في خطاب البيعة بأن يكون حاضراً في كل شبر من هذا الوطن الممتد في قلوبنا، ها هو خادم الحرمين الشريفين، يطل مرة أخرى على هذه المنطقة، التي لم تغب عن تفكيره، بل هي هاجس دائم ملح، وهو الحاضر دائماً إذ إن الوطن كله بذرات رمله، بسنابله وورده، بأبنائه وبناته، حتى عصافير وفراشات الوطن، هي في قلب هذا الإنسان الاستثنائي. عبدالله بن عبدالعزيز وطن في إنسان وإنسان في وطن، لا يمكن أن أنسى كلماته عندما شرفنا وقام مشكوراً ? حفظه الله - بافتتاح مستشفى غدران قبل ما يقرب من عشر سنين. تلك الكلمات التي رسخت لدينا مبادئ وقيماً حفرناها على سواعدنا، ونحن نبدأ العمل في هذا الصرح، واليوم يعود وكأن التاريخ لا يعيد نفسه، بل يصبح مستقبلاً وجمالاً وروعة وعطاء، وقتها حملّنا بتوجيهاته الكريمة أمانة أن نقدم كل ما في وسعنا لراحة انسان هذه المنطقة والمقيم فيها، أكد رعاه الله أن صحة الناس هي أغلى ما يملكون، وقت ذلك وعدناه أيده الله بأن نكون عند حسن ظنه بنا مستمدين العون من الله عز وجل ثم من توجيهاته - رعاه الله -، ها هو يعود - سلمه الله - ليلتقي بأحبابه وأهله في هذه المنطقة ولسان حالهم يقول: نحن نحبك ونحتفي بك على طريقتنا، نحن نحبك أيها الملك الكريم، نحن نقول لك حياك الله في الباحة، نقولها جميعاً كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، أشجاراً وغابات وعصافير وفراشات وقطرات ندى، نقول نحبك، نقول"مرحباً هيل عد السيل".