في هذه البلاد العظيمة التي أرسى قواعد حكمها الملك العظيم (عبدالعزيز آل سعود)، تأتي كل المناصب القيادية في الحكومة لتكون مهام جسيمة، ومسؤوليات عظيمة؛ كونها خدمة لله، ثم للوطن المعطاء.. ها هي الأيام تمر سريعًا كلمح البصر، وتمر السنون لنصل إلى هذه المحطة التي حتّمت على سمو أميرنا المحبوب (محمد بن سعود) -أطال الله في عمره، وملأ جسده عافية- أن يترجل عن صهوة الجواد لظروفه الصحية -عافاه الله- ونحن هنا بشيمة الكرام وأخلاقهم نقول لك: وداعا أيُّها الأمير المحبوب، فقد عملت ما مكّنك الله وهيّأه لك، وستذكرك منطقة الباحة وأهلها بدماثة خلقك وأخلاقك، وحرصك النبيل. وسيحفظ العقلاء والمنصفون -وأولهم التاريخ والزمن- لك يا سمو الأمير ما قدمته من عطاء مخلص. فقد كنتم طوال الفترة التي توليتم فيها مهام إمارة المنطقة تقدمون ما تستطيعون، وليس بمقدور كائن مَن كان أن يأتي على كل شيء. هنا سيدي الأمير تقف الباحة (سراة وتهامة، حاضرة وبادية، سهلاً وجبلاً) تودّعكم بحب، وتذكر بخير كل جميل قدمتم للإنسان والمكان.. نحن نعلم يقينًا أن خير مَن يكافئ مَن أحسن عملاً هو الباري عزوجل، وستنالون على ما قدمتم الأجر والثواب من رب العباد. أمّا على أرض الواقع فثق أيُّها الأمير الوقور أن هناك شواهد وآثارًا باقية تنقل للأجيال القادمة عطاءاتكم. والواقع شاهد لا يموت على ما تحقق من إنجاز. فكل شبر في منطقة الباحة تحوّل إلى ورشة عمل، حيث شقت الطرقات، ومدت الكوابل، وتزايدت أعداد المشاريع في مختلف المجالات.. مَن يعرف الباحة وقراها سراتها وتهامتها قبل ثلاثين عامًا، ويراها اليوم سيعلم الفرق، وسيكون شاهدًا على ما قدمتم. عرفت الباحة وأهلها الخير بوجودك. وهناك شواهد حيّة على أعمال باقية (تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد) تؤكد حب سموكم للمنطقة وأهلها، وحرصكم الكبير على إنجاز ما أوكل إليكم من مهام.. حيث شبكة عريضة من أفضل الطرق على مستوى المملكة، وعناية والتفاتة للمواقع الأثرية واهتمام بتطوير المنطقة حضاريًّا، ودعم منقطع لمختلف المشاريع التنموية، وحرصكم وعناية سموكم بالسياحة في المملكة، وما لمسه الجميع من اهتمام بالغ بجميع شؤون المنطقة. ويشهد الله أن خدمة الطرق والتعليم على وجه الخصوص شهدت نقلات نوعية في عهدكم الميمون. عزاؤنا أنكم جاهدتم، وقدمتم، وعملتم ما في وسعكم. وهأنتم بعد رحلة العطاء تلك تتركون المجال لفارس آخر يكمل مسيرة البناء.. فمرحبًا ملء القلوب والأحداق نقولها لصاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود، ومبارك عليكم سمو الأمير ثقة القائد المظفر، فأنتم خير خلف لخير سلف. ونحن نجدد العهد والوعد والطاعة والولاء لدولتنا، وقادتنا. نسأل الله لكم العون، ونرجو لكم التوفيق. ونسأله أن يهيّىء لكم أسباب الفلاح والنجاح لما فيه خير البلاد والعباد. ناصر محمد العُمري - المخواة