عندما شرعت في كتابة سطوري هذه فكرت وتساءلت: ماذا أكتب؟ ولِمَ أكتب؟ ولماذا أكتب؟... حينها خطر على بالي ما يحدث في لبنان من أحداث يندى لها الجبين، وينفطر لها القلب، ما مشاعرنا ونحن نرى المئات يموتون والآلاف يصابون من شعبنا العربي المسلم من رجال ونساء وأطفال بفعل عدوان الصهاينة؟، هل رأيت عزيزي القارئ بأم عينك حادثة انفجار، أو قتل بالدبابات والطائرات الحربية أمامك؟ حينها ما رد فعلك وأنت ترى أخواننا يموتون تحت أنقاض المنازل التي دمرها الصهاينة، لعنة الله عليهم؟ هل يرضي القادة العرب أن تهان الدول العربية والإسلامية كافة على أيدي الصهاينة الطغاة؟ وهل نشعر بالقلق على بلادنا العربية؟ ألم يروا ماذا يحدث في فلسطين الجريحة، أو العراق الباكية أو سورية المحتجزة أو السودان المغلوب على أمره...؟ ونحن العرب نكتفي بأن نشجب ونستنكر ما فعلته وتفعله إسرائيل؟... أن كلامي هذا نابع من غيرتي الوطنية وخوفي من أن يأتي يوم أسود تتمكن فيه إسرائيل من السيطرة على معظم الدول العربية، وتحكم العالم في لمح البصر، فإسرائيل تخطط وتدبر، ونحن العرب نشجب ونستنكر، وأميركا تضرب وتدمر. علينا كمجتمع مسلم أن ننظر إلى قضيتنا نظرة المسلم المكافح المدافع عن وطنه ودينه وممتلكاته، فنبينا عليه الصلاة والسلام كان يغار على دينه وعلى أمته من اليهود في عهده، ويقيم عليهم الحجة، ونحن شعب أعزنا الله بطاعته وسنة نبيه، فهل نصمت ونقول هناك مجتمع دولي يستطيع إيقاف إسرائيل؟! إسرائيل هي المجتمع الدولي الآن! وإسرائيل هي المتسيدة للعالم الآن! فقد استطاعت أن تنتزع الثروات العربية في كل مكان بدءاً من فلسطين ثم العراق وسورية والآن لبنان... نحن الآن في مفترق طرق، إما أن نجعل صوتنا كمجتمع مسلم يصدح ويدوي في الاتجاهات العالمية كافة ويعود صداه في جميع القمم العالمية... وإما أن نعيش شعباً مهاناً وذليلاً، استطاعت إسرائيل أن تقص جناحيه، وتجعله كالمعوق الذي يسير على عكازين، ولا يقوى على الحراك... أسال الله أن يدمر أعداء الدين، وان يجعلهم حطباً لنار جهنم، وان يرينا فيهم يوماً يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته، والله يوفقكم ويرعاكم. عايض الغربي - الرياض