لم يكن تثبيت مؤسسة البريد السعودي صناديق بريدية عند مداخل المنازل في مدينة الرياض، بداية حملة نموذجية لخدمة المستفيدين من المواطنين والمقيمين والمؤسسات الحكومية والتجارية، إذ طالتها أيدي العابثين، فكسرت أبوابها وحولتها إلى مكان لرمي النفايات. واعتبر عدد من المواطنين والمقيمين أن العابثين لا يتحملوا مسؤولية تخريب الصناديق وحدهم، إذ أنها مصنوعة من مواد سريعة العطب. وأكد وليد الغامدي أنه لن يخاطر باستقبال الرسائل عبر الصناديق التي وضعتها مؤسسة البريد أمام منزله أخيراً، بسبب تعرضها للتخريب الدائم، واتهم مؤسسة البريد بضعف حملاتها الإعلامية لتوعية المجتمع بأهمية صناديق البريد. وتساءل:"هل تتعرض صناديق البريد في الدول المتقدمة إلى هذا التخريب". وأشار عبدالله العنزي إلى أن الصندوق الذي ثبت أمام منزله لم يصمد بضعة أيام حتى انثنت زواياه. وأضاف، أن جودة الصندوق من ناحية الشكل لا تضاهي جودة وتماسك صناديق اشتراكات الصحف". واعتبر أن الصناديق الموجودة حالياً تؤدي مفعولاً عكسياً"بدأ يترسخ في أذهان البعض أن صناديق البريد في الشوارع لا يمكن أن تكون مستقراً آمناً للرسائل، وإذا استبدلت مؤسسة البريد بالصناديق الموجودة حالياً أخرى أكثر تماسكاً فستتعرض للتخريب أيضاً". وقال أحمد أبو زيد"إن نوعية المواد التي صنعت منها الصناديق لا تقاوم عبث المراهقين بها، كما أن من المفترض أن تكون هذه الخطوة تمت قبل عشرة أعوام". من جهته، نفى نائب رئيس البريد السعودي للشؤون الفنية وتقنية المعلومات الدكتور أسامة بن محمد ألطف، في حديث ل"الحياة"وجود أي خلل في صناديق البريد المثبتة حديثاً على المباني والبيوت السكنية، محملاً البعض مسؤولية تخريبها في ظل فقدان ما اسماه"ثقافة البريد"الموجودة في الدول المتقدمة. ورداً على أن ضعف الجودة هو سبب تلف الصناديق، قال ألطف:"استعرضنا مواصفات الصناديق على مستوى دول متقدمة، ولم نجد معايير محددة بشكل دقيق، وإنما متقاربة في الجملة، ومواصفات الصناديق التي اعتمدتها مؤسسة البريد ذات جودة عالية من ناحية القوة والمتانة، ما يمنع تعرضها للتلف، إضافة إلى السلامة أثناء الاستخدام. وأضاف:"نضع مواصفات تقاوم المطر والصدأ، مع سماكة معينة حتى لا تنثني بسهولة، ولا نستطيع وضع صناديق ضد الرصاص"، مشيراً إلى أن حماية الصناديق من التخريب المقصود، إما أن تكون مستحيلة أو ذات كلفة عالية. وتابع"غالبية الشكاوى التي وردتنا كانت بسبب مراهقين عبثوا بالصناديق، وللعلم فإن الضرر لم يكن شاملاً للصندوق، إذ يتم تعديل الجزء التالف ليعود إلى شكله الطبيعي، مع ملاحظة تعديل جزئية في الصندوق، لتلافي التخريب عن قصد". واعتبر أن الحملات الإعلامية للتعريف بخدمة"واصل"، كانت متناغمة مع حجم الخدمة على أرض الواقع، وأضاف،"بعد اقتراب تركيب كامل العدد المطلوب في الرياض، وأكثر من نصف العدد المطلوب في جدة، سيتم تفعيل الحملات الإعلانية قريباً، إذ يتم العمل الآن في الرياضوجدة والمنطقة الشرقية، وخلال الشهر المقبل سيتم التركيب في المدينةالمنورة، وفي غضون أربعة أشهر في المنطقة الجنوبية، على أن يكتمل المشروع خلال ثلاثة أعوام في المدن الرئيسة". ولفت إلى أن بإمكان المشتركين حالياً في خدمة"واصل"الاختيارية استقبال وإرسال الرسائل من منازلهم، والاستفادة من خدمة تحويل الرسائل، أو إيقافها أثناء الإجازات، ومعرفة محتويات الصندوق عبر شبكة"الانترنت"، واستثمار خصائص الصناديق الالكترونية.