أعلنت هيئة المحلفين في محاكمة المبتعث السعودي حميدان التركي، البالغ من العمر 37 عاماً، أنها توصلت إلى انه مذنب بتهمة الإساءة جنسياً لخادمته الإندونيسية، واحتجازها في منزله أربع سنوات. وتوصلت هيئة المحلفين إلى قرارها القاضي بإدانة التركي بعد مداولات استمرت سبع ساعات، خلصت إلى إدانته ب12 تهمة تتعلق بالاتصال الجنسي غير المشروع باستخدام القوة والتهديد أو التخويف، والاحتجاز غير المشروع، والتآمر لارتكاب عملية احتجاز غير مشروع، والابتزاز الجنائي، والسرقة. ومن المقرر ان يتم النطق بالحكم على المبتعث السعودي، الذي يقيم في بلدة أورورا في ولاية كولورادو في 31 آب أغسطس المقبل. ويواجه احتمال الحكم عليه بالسجن مدة تتراوح بين ثماني سنوات والسجن مدى الحياة، لكل تهمة من تهم الاتصال الجنسي المشار إليها، بحسب ما قالت المتحدثة باسم الادعاء كاثلين وولش. غير أن جون ريشيليانو محامي التركي قال انه سيستأنف الحكم، رافضاً الإدلاء بمزيد من التصريحات. وأشار إلى أن التهم كلها ناجمة عما سماه"اختلافات ثقافية". وعند النطق بقرار هيئة المحلفين، اندلعت موجة من النشيج والبكاء المحموم وسط عشرات من الرجال والنساء والأطفال المساندين للتركي، وكان رد الفعل قوياً جداً لدى بعضهم، إلى درجة ان مرافقيهم اضطروا إلى مساعدتهم للخروج من مبنى المحكمة، فيما واجه مسؤول الأمن المحلي في البلدة رجلاً آخر خارج قاعة المحكمة وأمره بمغادرة المكان. ووقفت إحدى بنات التركي أمام المحكمة وهي تصرخ، معلنة أنها لن تغادر المكان من دون رفقة والدها، غير أن شخصاً أمر بنقلها بعيداً من المكان. واقتيد التركي الذي كان يرتدي ثوباً أبيض وهو مقيد اليدين في هدوء، بعدما ودّع أفراد عائلته بالدموع. ويذكر انه كان اعتقل في تشرين الثاني نوفمبر 2004، غير انه أطلق بكفالة مالية، وتم احتجازه في منزله. ويزعم ممثلو الاتهام وعملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي أف. بي. آي، أن التركي وزوجته سارة الخنيزان، أحضرا خادمتهم الإندونيسية البالغة من العمر 24 عاماً إلى كولورادو للعناية بأطفالهم الخمسة، والقيام بإعداد الطعام ومهمات التنظيف الخاصة بالعائلة. وذكرت شاهدة تحت القسم انها امضت أربع سنوات في منزل العائلة، تنام على فرشة فوق بلاط الطبقة تحت الأرضية، وأن أجرها كان أقل من دولارين في اليوم. وأثناء جلسات المحاكمة، أبلغ محامي الدفاع ريشيليانو هيئة المحلفين، أن الخادمة عاشت في ظل الأعراف التي تخضع لها بقية النساء في عائلة التركي، وأنها اختارت النوم في الطبقة تحت الأرضية التي لم يكتمل تشييدها لكي تتمتع بشيء من الخصوصية، وأنها قبلت طوعاً الملابس والقيود التي فرضتها عليها العائلة، لأنها تريد ان ترسل ما تتلقاه من أموال إلى عائلتها الفقيرة في اندونيسيا. وألقي القبض على الخادمة الإندونيسية في تشرين الثاني 2004 بتهمة انتهاك قوانين الهجرة. وتم احتجازها في"منزل آمن". وقامت لاحقاً بإبلاغ امرأة تقربت منها وصادقتها بالاعتداءات المزعومة. ولا تستطيع وكالة"اسوشيتدبرس"ذكر اسم المرأة المشار إليها بسبب الإجراءات القضائية. وقال محامي الدفاع ريشيليانو لأعضاء هيئة المحلفين، ان ممثلي الاتهام لا يملكون أدلة مادية لتعضيد ادعاءات الخادمة، التي قال انه تم اختلاقها حتى تسمح لها السلطات بالبقاء في الولاياتالمتحدة، من دون ان توجه إليها أي اتهام كمهاجرة غير شرعية، بعدما تجاوزت فترة صلاحية تأشيرة دخولها. وقالت إحدى المحاميات، وهي عضو في فريق الدفاع عن التركي، انه كان يتعين على هيئة المحلفين التوقف عند قضايا ثقافية عدة، تشمل انتماء الضحية والتركي إلى الإسلام. وأضافت:"معظم الأميركيين لا يفقهون شيئاً عن أسلوب معيشة هؤلاء الناس، ولا البيئة التي أتوا منها". وزادت:"ان المرأة الإندونيسية بقيت في الولاياتالمتحدة على أساس تأشيرة هجرة، يتم إصدارها عادة لضحايا التهريب البشري". وأفادت بأنها أبدت رغبتها في العودة إلى بلادها حال انتهاء إجراءات المحاكمة. ويواجه المبتعث السعودي محاكمة أخرى أمام محكمة فيديرالية في تشرين الأول اكتوبر المقبل، بتهمة السخرة وإيواء مهاجر غير شرعي. ويذكر ان التركي وزوجته كانا وافقا في نيسان ابريل الماضي على دفع مبلغ 64 ألف دولار للخادمة الإندونيسية، لتسوية نزاع حول رواتبها أثارته وزارة العمل الأميركية. وأقرت سارة الخنيزان زوجة التركي البالغة من العمر 35 عاماً، بأنها مذنبة بارتكاب تهمتي السرقة وإيواء مهاجر غير شرعي، وتواجه حكماً بالسجن مدة قد تصل إلى سنة عندما ينطق بالحكم عليها في تموز يوليو الجاري، أو آب المقبل. ووافقت على العودة إلى المملكة العربية السعودية بعد انقضاء مدة الحكم، بحسب ما ذكر محاموها. يذكر ان التركي متخصص في اللغويات، ويعمل في شركة نشر وترجمة في مدينة دنفر، ويعكف في الوقت نفسه على إعداد أطروحته لنيل درجة الدكتوراه من جامعة كولورادو.