رضخت أخيراً، زوجة السعودي حميدان التركي المعتقل في ولاية كولورادو الأميركية، للضغوط التي مورست عليها، لتقبل اتفاقاً يمهد لإخلاء سبيلها، وعودتها إلى ارض الوطن بصحبة اطفالها الخمسة. وعلمت"الحياة"ان من المتوقع ان تصل سارة الخنيزان إلى السعودية من الولاياتالمتحدة الأميركية، بعد النطق بالحكم في 27 تموز يوليو المقبل، في قضية الإساءة إلى خادمتها الإندونيسية، التي تحاكم هي وزوجها بسببها منذ نحو عامين، والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن 120 عاماً. وكان الادعاء العام الأميركي عرض اتفاقاً على الخنيزان، المفروض عليها وعلى زوجها الإقامة الجبرية في منزلهما في كولورادو، بأن تعترف ببعض التهم في ما يتعلق باحتجاز الأوراق الرسمية للخادمة، في مقابل حصولها على إسقاط جميع التهم عنها، التي تشمل الاحتجاز والاختطاف وتشغيلها ساعات عمل إضافية من دون أجر، والحكم عليها بالسجن مدة لا تزيد على 90 يوماً، مع وقف التنفيذ، ثم يتم ترحيلها إلى بلادها. وقال أحد أقرباء التركي:"إن الزوجة وافقت أخيراً على ذلك، بعد الاتفاق مع زوجها". ويعيش طالب الدراسات العليا التركي وزوجته الخنيزان منذ أكثر من عامين امتحاناً حقيقياً، بعد ان وجدا نفسيهما داخل قفص الاتهام، بسبب خادمتهما الاندونيسية، التي ادعت على الزوج أنه تحرش بها جنسياً، واحتجزها في منزله، كما احتجز أوراقها الثبوتية. وتجاوزت قيمة مبالغ الكفالة التي دفعها التركي منذ بدء القضية مليون دولار. وعلق محامي التركي ديفيد نيفين على قبول الزوجة بالصفقة بالقول:"كان من الأفضل ان تقبل هذا العرض لإغلاق القضية". ويشكك احد اقرباء التركي في اتصال مع"الحياة"في سلامة الإجراءات التي اتبعتها السلطات الأميركية، لنزع الاعترافات من الخادمة. وقال:"ناقش القاضي في جلسة يوم الخميس ما قبل الماضي الاعتراضات المقدمة من هيئة الدفاع المكلفة بالدفاع عن التركي وزوجته، حول طريقة الاعتقال، حيث تم دهم منزل التركي من 35 عنصراً من السلطات الأميركية، مدججين بالأسلحة، وقام أحدهم بتصويب السلاح إلى رأس زوجة التركي". وأضاف:"وجّه القاضي سؤالاً إلى شهود الادعاء، يستوضح عن عملية الاعتقال، وعلى أي قانون تم الاستناد في طريقة الدهم، بما أنها ليست قضية إرهاب، وإنما قضية هجرة". ما دفع القاضي إلى الاستيضاح في شكل أشمل، الأمر الذي جعل الادعاء يطالب بتأجيل الجلسة أسبوعاً، وهو ما حدث، إذ عقدت الجلسة يوم الخميس الماضي.