أجمع غالبية نجوم كرة القدم في الخليج والوطن العربي على مقدرة المنتخب السعودي على مسح إخفاق مونديال كوريا واليابان 2002، وتقديم حضور مغاير في هذه التظاهرة العالمية التي ستنطلق عقب أيام معدودة في ألمانيا، شريطة عدم الإفراط في الثقة والتفاؤل، والدخول بكل همة وعزيمة لتقديم المستوى الفني الرفيع من دون التركيز على كسب نتيجة مبارياته، وهذا يعتمد بشكل كبير على مهارة الإعدادين الفني والنفسي اللذين انتهجهما الجهازان الفني والإداري في المنتخب السعودي. العنبري: كسر حاجز الرهبة أكد مهاجم المنتخب الكويتي السابق عبدالعزيز العنبري أن التحضير المعنوي والنفسي عاملان مهمان ل"الأخضر"قبل خوض غمار نهائيات كأس العالم وقال:"بعد الإعداد الفني لابد أن يكون هناك جاهزية معنوية ونفسية من جميع اللاعبين الذين عليهم كسر حاجز الرهبة والتخوف، خصوصاً لاعبي الخبرة الحديثة وأن يعملوا على تقديم ما يمتلكونه من إمكانات فنية عالية ويقدموا حضوراً مغايراً عن مونديال كوريا واليابان"وشدد العنبري على عدم الانسياق خلف الحسابات العاطفية لمباريات المجموعة الخامسة قائلاً:"كل المنتخبات المشاركة في المونديال استعدت جيداً ولا يوجد منتخب ليس لديه رغبة وطموح وإصرار في الانتصار وكل سيسعى لتحقيق مراده، فيجب عدم الانسياق خلف الترشيحات المبنية على العاطفة في مجموعة المنتخب لأن الملعب لا يعترف سوى بمن يتفوق بمستوى ونتيجة". سلطان: الإحساس بالمسؤولية أما الحارس الدولي السابق لمنتخب البحرين حمود سلطان فأبان من جانبه أن اللقاءات التجريبية التي لعبها"الاخضر"لم يظهر خلالها بالمستوى الكبير الذي كنا ننتظره منه ولم يكن مطمئناً، والتشكيلة أيضا غير ثابتة وشاهدنا في كل مرحلة من مراحل الإعداد الماضية دخول مجموعة من اللاعبين ومغادرة البعض، غير أنه في تجربة التشيخ الأخيرة كان هناك تطور لافت في الأداء والروح المعنوية وكذلك تحسن طفيف في اللعب الجماعي وهذا ما يجعلني أتفاءل أن يرتقي الأداء للأفضل قبل وأثناء بداية مباريات المونديال. وأوضح سلطان أن على كل لاعب في المنتخب السعودي مسؤولية كبيرة من أجل أن يقدم عطاءً وجهداً عاليين لتحقيق كل الأماني. وقال:"كل لاعب إذا احس بالمسؤولية سيقدم الأفضل، واللقاء الأول الذي سيجمعهم بالمنتخب التونسي لقاء في غاية الأهمية، ولقاء قد يحدد الكثير من ملامح مشوار"الأخضر"في هذه المجموعة، ونحن على موعد مع عودة المنتخب السعودي لتقديم شخصيته المعروفة من خلال المباريات الثلاث بداية بالمنتخب الشقيق تونس ومروراً بأوكرانيا ونهاية بإسبانيا". خميس:فرصة ذهبية للاحتراف فيما وصف المهاجم السابق لمنتخب الإمارات فهد خميس المجموعة الخامسة التي تضم إلى جانب"الاخضر"منتخبات تونس وإسبانيا وأوكرانيا بالقوية، وقال:"المجموعة ليست سهلة، والمباراة الأولى للمنتخب السعودي هي المقياس الحقيقي له، فإذا ظهر بمظهر جيد سينطلق إلى الأمام، لكن يجب ألا نبالغ في التفاؤل لأن بقية المنتخبات تتفوق فنياً وخبرة على السعودية، فالواقعية مطلوبة في هذه الفترة". مفتاح: التشكيلة الاولى واتفق مهاجم منتخب قطر السابق منصور مفتاح مع سابقيه على أن اللقاء الأول ل"الأخضر"مع نظيره التونسي هي الحلقة الأهم، وقال:"المنتخب السعودي اعتاد على التفوق على المنتخبات العربية، ولقاؤه الذي سيجمعه بالتونسي مهم لهما كثيراً، وأي انطلاقة تعتمد على ما ستخرج به المباراة من نتيجة إيجابية، وإذا ما علمنا أن الغلبة دائماً تكون للفريق"الأخضر"في مثل هذه المباريات". وأبان مفتاح أن المعضلة التي ستواجه المدرب البرازيلي باكيتا هي سامي والتمياط، قائلاً:"لم نر ثباتاً في التشكيلة في التجارب الودية الماضية وهناك معضلة على باكيتا تداركها وهي مشاركة لاعبين كبيرين كسامي الجابر ونواف التمياط في وقت واحد، لأن مشاركتهما معاً لا تجدي نفعاً على المستوى الفني وعلى أداء المجموعة التي تحتاج أي قوة إضافية على المستوى اللياقي أو البدني، وهذا لا يوجد لدى اللاعبين على الأقل في الفترة الماضية وهذا ما يجعلني أركز على هذه النقطة على رغم المطالبات الإعلامية والجماهيرية بإشراكهما". ماجر: التعامل المثالي أما مهاجم المنتخب الجزائري السابق المدرب رابح ماجر فأكد من جانبه أنه من الصعب إطلاق التوقعات في عالم كرة القدم، مضيفاً في ذات السياق أن التطور المستمر في اللعبة ذات الشعبية الأولى في العالم يحد من عملية الترشيح، وقال:"كل المنتخبات متطورة وقادرة على تقديم الأفضل، بل وتحقيق المفاجآت ومن الصعب أن نحدد من يتجاوز الآخر في لقاء السعودية وتونس، غير أن للخبرة دوراً في تحقيق النتائج الايجابية في هذه المجموعة التي تميل فيها التوقعات لصالح المنتخب الاسباني، ويبقى التعامل الأمثل مع الكرة أثناء المباراة عامل مساعد بدرجة كبيرة على النجاح، لذا على السعوديين التركيز في تقديم عطاء قوي طيلة ال90 دقيقة والتعامل المثالي والاحترافي مع كرة القدم التي عرفت أنها لا تخدم إلا من يعطيها ويضحي لأجلها". الداوودي: اللعب الجماعي وشدد مدفعجي الكرة المغربية السابق رشيد الداوودي على مطالبة اللاعبين بعدم التهاون في أي لقاء في المونديال وعدم الالتفات لأي ترشيحات إعلامية، وأن يبحثوا عن تقديم عمل خارق من أجل الكسب، وقال:"كرة القدم لعبة جماعية تعتمد على اللعب الجماعي المتقن والمتطور الذي يكفل تحقيق نتائج إيجابية، وبطولة كبرى كنهائيات كأس العالم لا تعترف سوى بالأفضل، والمنتخب السعودي يتطور كثيراً ويقدم دوماً أسماء شابة لها مستقبل مشرق، وننتظر أن يكون حضوره قوياً ومختلفاً عن مونديال كوريا واليابان.