كشفت دراسة أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، قدمت أمس خلال ندوة عن"الاتجاهات الحديثة للوقاية من فرط ضغط الدم واضطرابات الدهون في المراكز الصحية"، أن عدد المصابين بمرض السكري في السعودية الذين تجاوزت أعمارهم 30 عاماً بلغ 20 في المئة، يكلف علاجهم 4 بلايين ريال سنوياً. ولفت وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع خلال كلمة في الندوة التي عقدت في فندق قصر الرياض أمس، إلى ارتفاع التكاليف المباشرة وغير المباشرة التي تتحملها الدولة لتوفير وسائل العلاج من الأمراض المزمنة من سكري وضغط وسمنة وارتفاع الدهون في الدم، إضافة إلى الآثار الناجمة عن فقدان الإنتاجية، نتيجة انخفاض القدرة على العمل. وتطرق إلى دراسة نفذت عام 1417ه عن"صحة الأسرة السعودية"، توصلت إلى أن 19 في المئة من الرجال و25 في المئة من النساء يعانون من مرض أو إعاقة مزمنة، وتتزايد احتمالات الإصابة مع تقدم العمر، فنسبة الرجال المصابين ترتفع في الفئة العمرية 40- 49 عاماً إلى 25 في المئة، وعند النساء إلى 41 في المئة. واعتبر أن وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى تنبهت إلى مخاطر الأمراض المزمنة والمشكلات والآثار السلبية المترتبة عليها، فأصدرت مناهج وأدلة عمل تساعد الفريق الصحي في التشخيص والاكتشاف المبكر للحالات، مع توحيد التدابير الوقائية والعلاجية وتطبيقها في الوقت المناسب. وتطرق إلى أن وزارة الصحة وجهت بإنشاء عيادات مصغرة في المراكز الصحية، لاستقبال مرضى الحالات المزمنة وعلاجها ومتابعتها وتقويمها وتحسين نظام الإحالة والرعاية المشتركة مع أطباء المستشفيات. من جانبه، حمّل المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول الخليج الدكتور توفيق خوجة، مواطني دول مجلس التعاون الخليجي سبب ارتفاع نسبة الأمراض المزمنة:"أكثر من 80 في المئة من البالغين في دول المجلس يميلون إلى الراحة، وعدم القيام بأي نشاطات رياضية أو حركية". وأضاف أن واحداً من بين 4 أشخاص فوق الثلاثين عاماً يكون مصاباً بالسكري في دول مجلس التعاون الخليجي، وواحد من بين 5 أشخاص يكون مصاباً بضغط الدم، وواحد من بين كل 5 أشخاص يكون مصاباً بمرض ضغط الدم، وواحد من بين كل 6 أشخاص يكون مصاباً بارتفاع نسبة الدهون في الدم. ودعا إلى سن قوانين لردع أماكن بيع الأغذية السريعة، والتي ترفع نسبة الدهون بشكل خيالي، وكذلك ارتفاع نسبة الأملاح التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. لجنة لتقصي وضع برامج الطب الوقائي وجّه وزير الصحة الدكتور حمد المانع بتشكيل لجنة لدرس وضع برامج الطب الوقائي وعلاقتها بالرعاية الصحية الأولية والتوصيات التي قدمها وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي الدكتور خالد الزهراني بشأن إعطاء الأولوية لبرامج المكافحة وتأهيل القوى العاملة فيها وتوفير السيارات اللازمة للعمل الميداني ودعم الموازنة، للقضاء على كثير من السلبيات وتذليل الصعوبات التي تواجه الطب الوقائي. ويرأس اللجنة وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور خالد العيبان، وعضوية كل من: وكيل الوزارة المساعد للطب العلاجي الدكتور يعقوب المزروع، ووكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي الدكتور خالد الزهراني، والمدير العام للتنظيم والأساليب الدكتور طلال بياري.من جهة أخرى، ناقش مجلس الخدمات الصحية في اجتماعه أمس العناية الطبية للمرضى طويلي الإقامة والرعاية المنزلية التي يمكن تقديمها إليهم، في محيط الأسرة والمسكن العائلي واللمسات الاخيرة في مشروع استراتيجية الرعاية الصحية في السعودية. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد بن محمد مرغلاني أن المجلس ناقش أيضاً العقد الموحد لاستئجار الأجهزة الطبية ودعم جمعية الهلال الأحمر بالإسعاف الطائر.