بصدور العدد الثالث تخطو مجلة"حقول"، الكتاب الدوري الذي يعنى بثقافة الجزيرة العربية، ويصدر من النادي الأدبي في الرياض، خطوات مهمة، باتجاه ترسيخ هويتها، كواحدة من الدوريات التي تسعى إلى أن تقدم طرحاً ثقافياً وأدبياً جديداً. تفتتح المجلة، عددها الجديد باعتذار عن التأخير بسبب الأبحاث المحكمة، وتتطلع إلى أن تكون المشاركة مفتوحة لتلقي الدراسات والمقالات، سواء العربية أم المترجمة، في طموح إلى توسعة الاهتمام المعرفي والثقافي. ويأتي أول ملفاتها"أبحاث محكمة"، وهي دراسات مترجمة عن الإنكليزية، الأولى: عالم السرد الملحمي: التحول الاجتماعي في رواية"مدن الملح"لعبدالرحمن منيف، للناقد والباحث عيسى بلاطة، وترجمها: محمد يوسف الصليبي، ملخصها اكتشاف الأسلوب الجمالي والأدبي، الذي قام الروائي من خلاله برصد هذا التحول الاجتماعي. والدراسة ليست اجتماعية، بل قراءة أدبية نقدية للرواية في جزئها الأول"التيه". أما الدراسة الثانية:"الخليج كما ترويه نساؤه"للباحثة والناقدة هاجر بن إدريس، وترجمة: محمد القويزاني، فتقدم فحصاً لأعمال ثلاث كاتبات يروين الخليج، من الكويت ليلى عثمان، والسعودية رجاء عالم، ومن العراق هدية حسين. يكتبن الفضاءات التي ينتمين إليها، من خلال نماذج تمثيلية خاصة بمناطقهن. يحتوي الملف الثاني"دراسات"على دراسة، الأولى:"الرواية السيكولوجية في السعودية"، للروائي والناقد نبيل سليمان، وفيها يقرأ ثلاث روايات سعودية:"جروح الذاكرة"لتركي الحمد، و"حبي"لرجاء عالم، و"الطين"لعبده خال. كما يشتمل الملف على دراسة حول"معضل الأب في الرواية السعودية"، لسحمي الهاجري، ويتوقف فيها عند رواية"فسوق"لعبده خال. وتليها دراسة ثالثة:"تنصيص الواقع: الرواية السعودية من المشافهة إلى الكتابة"، لمحمد العباس، وتتناول تقنية الكتابة السردية، من أسلوب السرد الشفاهي إلى الكتابي. الدراسة الرابعة حول"الجوهري بادئ الرواية السعودية في الانتقام الطبعي ? 1935، للشاعر والناقد أحمد الواصل، وهي تتناول بالدرس المقارن، الأحقية التاريخية والأدبية في فضائها الجمالي، لأول رواية تجاوزت هاجس الإصلاح السلوكي والمباشرة الوعظية. وتضمن ملف"المقالات"على مقالتين:"الرواية السعودية: هوامش وتحولات"، كتبها القاص علي زعلة، والمقالة الأخرى:"ديوان السعوديين الجديد"، كتبها القاص عبدالسلام الحميد. واشتمل العدد على ندوة شارك فيها الروائي الكبير إبراهيم الناصر، والروائي أحمد الدويحي، والناقد حسين المناصرة، وأدار الندوة الناقد رئيس تحرير"حقول"سعد البازعي، والباحث والمترجم محمد القويزاني، وسكرتير تحرير المجلة أحمد الواصل. تناولت الندوة، مسألة الرواد المبدعين: سميرة خاشقجي وعبدالرحمن منيف، وأزمة الرقابة والمؤسسات الثقافية في روايات تركي الحمد وعبده خال، وما إذا كانت هناك سمات في السرد النسوي، إلى جانب خصوصية التجربة الروائية لرجاء عالم، وتباين النوع السردي بين روايات رائجة وأخرى نخبوية، والموقف من ظاهرة طفرة السرد من خلال الجيل الروائي الجديد. وأرفقت الندوة بشهادات لعدد من الروائيين والروائيات، مثل: بدرية البشر، وعبدالحفيظ الشمري، وعواض العصيمي، وليلى الجهني وعبدالله التعزي. واهتم ملف"مراجعات الكتب"بعدد من المواضيع، فتناول أحمد الواصل كتاب:"تمرد الأنثى"، لنزيه أبو نضال، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في دراسة بعنوان:"بحثاً عن سرد الأنثى ونقده"، مرفقاً به بيبلوغرافيا بالإصدار النسوي السعودي 1958-2005. كما تناول كتاب: المكان والجسد والقصيدة: المواجهة والذات، للناقدة فاطمة الوهيبي، الصادر عن المركز الثقافي العربي، في مراجعة عنوانها:"إثم الشاعر وطقس المستحيل"، وتضمنت المراجعة مقالة بعنوان:"عرب الصحراء وأبو سعود الإنكليزي"، لعبدالله المحيميد، إذ تناول كتاب:"عرب الصحراء"لديكسون. فيما تختتم المراجعات بكتاب:"بدو البدو"، لدونالد باول كول، ومقالة:"أرستقراطية التواضع في الربع الخالي"، لعبدالله العسكر. واشتمل العدد كذلك على تقارير عن السرد السعودي، وترجمته إلى الإنكليزية، والروسية والإسبانية، وبعض المتابعات حول الرواية وكتابها. يذكر أن"حقول"تضم في هيئة تحريرها الشاعر والناقد أحمد الواصل، ومحمد الهدلق، وعبدالله المعيقل ومحمد القويزاني.