دمر السحر حياة أسرة كانت تعيش بسعادة طوال تسعة أعوام. فبعد أن كانت ربة البيت، أم تركي، تعيش بأمان مع زوجها وطفليها تركي سبعة أعوام وسلمان أربعة أعوام، وتلقى من الحب والدلال والألفة ما لم تحصل عليه كثيرات من فتيات جيلها، حتى تحول كل شيء في حياتها إلى كابوس مخيف. تقول أم تركي:"كنا نعيش في أفضل حال، إذ الحب والتفاهم بيننا كبير، على رغم أننا في وضع مالي متوسط. وكان القريب والبعيد يغبطنا على حياتنا الزوجية السعيدة. لم أعص أمراً لزوجي، ولم ينهرني مرة طوال فترة زواجنا". وتضيف:"حضرنا إحدى المناسبات العائلية قبل بضعة أشهر وعند عودتنا إلى المنزل وجدت قرب سريري صورة لعجوز قبيحة بعيون حمراء فأخافتنا هذه الصورة، فرميناها ظناً منا بأن أحد الأطفال عثر عليها في مكان ما فأحضرها. لكني بعد تلك الليلة تحولت إلى شخص عدواني لا يعي ما يدور حوله، إذ صرت أصاب بنوبات من الغضب غير المبرر، وصرت أتهجم على زوجي، وأطلق عليه الكثير من الألفاظ السيئة عندما يكون بقربي، وما أن يبتعد مني حتى تهدأ الأمور وأتشوق إلى قربه ولا أذكر ما كان يدور بيننا في أثناء نوبة الغضب". وتواصل أم تركي صبر علَيّ زوجي بضعة أشهر قرر بعدها تطليقي والابتعاد من طفليه وعدم السؤال عنهما". ويقول شقيقها علي سليمان:"كنا نشك في أن هناك أمراً غير طبيعي وراء كثرة الخلافات بينهما، لكننا لم نشأ التدخل. وبعد الطلاق عرضت أختي على طبيب نفسي، ثم على أحد مشايخ الرقية وحينها عرفنا أنها مسحورة سحراً يفرق بينها وزوجها. وبعد عدد من جلسات الرقية عند الشيخ أرجعت أم تركي ما في جوفها وخرج السحر من فمها وعادت لنا أختي بحالتها الطبيعية لتمارس حياة طبيعية بعيدة عن نوبات الغضب. وعن الزوج أبي تركي قال:"هاتفته مرة واحدة فقط وسألته لماذا لم يسأل عن ولديه طوال هذه الفترة؟ فلم يجبني وانقطعت أخباره عنا بشكل يثير قلقنا". وأكد الشيخ إبراهيم صالح السحيباني المعالج بالرقية رواية أم تركي، وقال انه من المحتمل أنها ابتلعت السحر مع أحد المشروبات من دون علمها، إذ إنها في تلك الحالة تكون قد تعرضت إلى"تقمير"، فلا تلاحظ أي شيء غريب في مشروبها. وذكر ان ما يصيبها من نوبات غضب، وتلك الألفاظ التي تطلقها، ليست بإرادتها، فالشياطين تتلبس المسحور وتتحدث بلسانه". وأوضح السحيباني أنه عالج أم تركي بقراءة القرآن فقط، إذ إنه كاف، ولا يجوز فك السحر بسحر آخر، طبقاً لما أفتى به معظم علماء المسلمين. وعن محتوى الكيس البلاستيكي الذي تقيأته أم تركي، قال انه كان مربوطاً بخيط اخضر اللون، وبداخله يوجد شعر وأظافر وبعض القاذورات، وخيط معقود لونه أحمر. وأشار إلى زيادة أعمال السحر والشعوذة، مع قلة الوعي في بعض المجتمعات. وعن سبل الوقاية من الإصابة بمثل هذه الأعمال، قال السحيباني انه يجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة بأوقاتها وقراءة المعوذات وأواخر سورتي الحشر والبقرة، والإكثار من ذكر الله، وبإذن الله سيعصمه ويحفظه.