تنظم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في قصر طويق في حي السفارات، اليوم، ورشة عمل حول الرؤية المستقبلية لمنطقة الرياض 1446ه. وتستعرض الورشة عدداً من العروض، تشمل نتائج الفترة التشاورية التي تناولت القضايا الرئيسية التي تواجه المنطقة، حسبما تم تأكيده لفريق المخطط الاستراتيجي الإقليمي لمنطقة الرياض، من خلال الاجتماعات التي تمت في محافظات المنطقة. كما تتضمن العروض آليات تحويل الرؤية المستقبلية إلى استراتيجية تخطيطية، من خلال شرح أدوات التخطيط على المستوى الإقليمي، لتحقيق الهدف الرئيسي لمشروع المخطط الاستراتيجي الإقليمي لمنطقة الرياض، وتخفيف الضغط التنموي على مدينة الرياض، من خلال تعزيز جاذبية محافظات منطقة الرياض، إضافة إلى تناول كيفية إشراك صناديق التمويل القائمة في العملية التنفيذية، لدعم أنشطة محددة في شكل برامج عمل. وتهدف الورشة، التي سيشارك فيها عدد من الخبراء والمختصين في الجهات ذات العلاقة، لإيضاح الرؤية التخطيطية في مشروع المخطط الاستراتيجي الإقليمي لمنطقة الرياض، من خلال عرض النتائج التي تم التوصل إليها خلال الفترة التشاروية المرحلة الثانية، التي شملت زيارة محافظات المنطقة، والاجتماع بالمحافظين ورؤساء البلديات والمجلس المحلي والبلدي لكل محافظة، إضافة إلى عدد من الجهات الحكومية على المستوى الوطني، وصناديق التمويل الوطنية، وجهات مختارة من القطاع الخاص، إذ تم إطلاعهم وتعريفهم بالتصور الأولي لمستقبل منطقة الرياض، الذي أعد خلال المرحلة الأولى للمشروع، وأخذ مرئياتهم وطروحاتهم حوله. وكانت الهيئة شرعت مطلع شهر محرم الماضي، في إعداد مشروع المخطط الاستراتيجي الإقليمي لمنطقة الرياض، الذي من المقرر أن يستغرق إنجازه 30 شهراً. ويهدف المخطط إلى تحقيق أهداف التنمية الوطنية والإقليمية والمحلية، وأهداف الاستراتيجية العمرانية الوطنية، وتحقيق التوازن في التوزيع السكاني، وكذلك التوازن في توزيع الخدمات التعليمية والصحية في أجزاء المنطقة كافة، وتحديد الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتحديد أفضل البدائل لاستغلالها وتنميتها، وإيجاد سياسات تخطيطية وتفصيلية قطاعية، ومخططات هيكلية على مستوى المنطقة والمحافظات. ويمثل العمل في المخطط بداية التخطيط الإقليمي في المملكة، إضافة إلى انه يمثل حلقة وصل بين الاستراتيجية العمرانية الوطنية والمخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض. ونبعت الحاجة لهذا المخطط من أن عملية التحضر خلال ال 30 سنة الماضية، أدت إلى عدم توازن في التوزيع السكاني في منطقة الرياض، إذ إن معظم السكان يتمركزون في المراكز الحضرية الرئيسة، وعلى وجه الخصوص في مدينة الرياض، وذلك لتوافر فرص التوظيف والحصول على مختلف أنواع الخدمات العامة، وبالتالي فإن التحضر والتمركز من العوامل الرئيسة المهددة لاستمرارية المراكز الإقليمية. ويشتمل المخطط على ثلاث مراحل رئيسة، تعنى المرحلة الأولى بجمع المعلومات وتأسيس قاعدة بيانات رقمية لمنطقة الرياض، وتتضمن المرحلة الثانية القيام بأعمال التحليل وتحديد الرؤى المستقبلية، وأهداف التطوير للمنطقة، وطرح البدائل الاستراتيجية للتنمية وتقويمها واختيار البديل المناسب، بينما تحتوي المرحلة الثالثة على ثلاثة عناصر رئيسة، تتمثل في خطة التطوير على مستوى الإقليم، إذ يحتوي هذا المنتج على سياسات تخطيطية وقطاعية على مستوى الإقليم، إضافة إلى المخطط الهيكلي الإقليمي لمنطقة الرياض، وخطة التطور على مستوى المحافظات، وتحتوي على سياسات تخطيطية ومخططات هيكلية محلية لكل محافظة، والبرامج والآليات التنفيذية، والهياكل الإدارية والتنظيمية، إذ تحدد هذه البرامج الأولويات والآليات والتوجيهات الإرشادية، والتوصيات اللازمة لتنفيذ المهام، والهياكل الإدارية التنظيمية للإدارة الحضرية، وبرامج المتابعة والتحديث المستمرين للمخطط.