لم يعد التطور التقني في المجال الطبي، يقتصر على تحديد جنس الجنين قبل ولادته، والتعرف على حاله الصحية في بطن أمه، فأصبح في الإمكان التحكم في جنس الجنين قبل ولادته، وضمان خلوه من الأمراض الوراثية. وعلى رغم أن هذه التقنية جرى العمل بها منذ بضع سنوات في بعض الدول الأوروبية وأميركا، إلا أن السعودية كانت أول بلد عربي وإسلامي يستخدمها، لإنقاد توأمين حملت بهما أم مصابة هي وزوجها بمرض الدم الوراثي الأنيميا المنجلية. وعلى رغم تأكيد بعض الاختصاصيين على قدرة هذه التقنية على التحكم في لون البشرة والشعر والعينين، إلا أنهم شددوا على أهمية ألا تتعدى الاستفادة منها الوقاية من الأمراض الوراثية، تجنباً لمخالفة رأي الشرع في ما يتعلق بتحديد جنس الجنين قبل ولادته. وكان وزير الصحة الدكتور حمد المانع أشاد بولادة توأمين سليمين لزوجين سعوديين مصابين بمرض الدم الوراثي الأنيميا المنجلية تمت أخيراً في أحد مراكز الدكتور سمير عباس الطبية، كونها الأولى من نوعها في العالم العربي والإسلامي، واعتبرها إنجازاً طبياً سعودياً جديداً، يضاف إلى قائمة الإنجازات السعودية في هذا المجال. من جانبه، أوضح المدير الطبي لمركز الدكتور سمير عباس في الرياض الدكتور ياسر الخياط ل"الحياة"، أن من شأن هذه التقنية أن تحقق حلم الأزواج الذين يعانون من أمراض وراثية، ويرغبون في إنجاب أطفال سليمين، إضافة إلى الأمهات اللاتي رزقن بأطفال يعانون من أمراض وراثية، ويحلمن بأطفال أصحاء. وقال:"لا يقتصر الأمر على ذلك فقط، إذ بإمكان الأسر التي رزقت بأطفال مصابين، الاستفادة من الطفل السليم الذي سينجبونه من خلال الاستفادة من هذه التقنية، في علاج أشقائه حاملي المرض". وفي شرح طبي مبسط لطريقة عمل هذه التقنية، أشار الخياط إلى أنها تعتمد على أحدث ما وصل إليه علم أطفال الأنابيب، وهي تقنية التخصيب المجهري، ويقوم الفريق الطبي بخطوات عدة، إلى أن يصل إلى مرحلة أخذ خلية من الجنين وفحصها، ومن ثم تحديد الأجنة الحاملة للمرض واستبعادها، وبالتالي يحدث الحمل الخالي من المرض. وعن كيفية اكتشاف هذه التقنية وتاريخ استخدامها، قال الخياط:"بدأ استخدامها قبل سنوات عدة، إلا أنه كان يركز على التحكم في جنس المولود، إضافة إلى تحديد بعض مواصفات الجنين". وأوضح أن الأمراض الوراثية تعد بالآلاف، إلا أنه يمكن حماية الجنين من الشائع منها بواسطة هذه التقنية، مشيراً إلى أن كلفتها تبلغ نحو 22 ألف ريال في الوقت الراهن، وتوقع انخفاضها في شكل ملحوظ مستقبلاً. وقال:"قد يعتبر البعض هذه الكلفة عالية، إلا أنه لو قارناها بكلفة العلاج من الأمراض الوراثية المميتة، لوجدنا أن هذا المبلغ لايمثل شيئاً".