نظمت جمعية الثقافة والفنون، مساء السبت الماضي، ندوة حول"الطرح الصحافي والمجتمع"، في مركز البابطين للتراث والثقافة، شارك فيها كل من الإعلامية ناهد باشطح، والكاتب الصحافي صالح الشيحي، والكاتب عيسى الحليّان، وأدارها الزميل عبدالواحد الأنصاري. وخرجت الندوة عن المألوف، فلم يقدّم الضيوف أيّ أوراق، بل أخذت مشاركاتهم طابع التعقيب على آراء بعضهم البعض، واستقبلوا المداخلات أثناء فقرات إلقائهم. إلا أنّ تلك العفويّة لم تأت بالنتيجة المطلوبة، إذ انحرف الحديث بعد مشاركة باشطح إلى نواح جانبية، استولت على معظم الوقت، ومنها على سبيل المثال: المقارنة بين"الإنترنت"والصحافة، وهو الموضوع الذي لم يكن عنواناً للجلسة على الإطلاق. وكانت باشطح تسلمت دفة الحديث بسؤال: هل هناك تأثير للطرح الصحافي في المجتمع؟ ثم ذكرت أن"الإنترنت"تكاد تكون الآن هو المؤثر الحقيقي في المجتمع. وطرحت تساؤلات حول مدى أهمية المضمون الصحافي بالنسبة إلى المجتمع، وعن دور أصحاب الرأي في المجتمع، ثم انتقلت إلى نقل بعض أشكال نقد الجمهور للصحافة، من كونها وسيلة للترويج تهتم بالحريّة أكثر من المسؤولية، ولا تفسر الحقائق، ولا تتساءل عن تقبل الجمهور لما تطرحه، وعن كون الصحافة تقع تحت طائلة إشراف مؤسسات تجارية أكثر منها ثقافية. وعقّب الشيحي واختلف مع باشطح في ما يخص ضعف نفوذ الصحافة والمجتمع، ونفى مزاحمة سطوة"الإنترنت"، لكنه أقرّ بأثر الفضائيات في ضعف تأثير الصحافة في المجتمع، وأفاد بأن هامش الحريّة الذي تحدثت عنه الزميلة لم يصل إلى الحد المطلوب منه إلى الآن. وضرب على ذلك المثال بقوله: إن أحد البنوك قام بالإساءة إلى جميع المتقاعدين في المملكة، ومع ذلك لا تستطيع أي صحيفة أن تضحي بمصالحها وتنتقد ذلك البنك، وقد حدث مثل ذلك في سقطة الأسهم. وعاب الحليّان على الصحافة المحلّية أنها مغيبة عن الدراسات والاستفتاءات والبحوث، وقال إن ديناميكية الفضائيات أثرت في سطوة الصحافة، وأضاف أن على الصحافة أن تتدارك الموقف الإعلامي الذي اقتحمته الفضائيات. وأخذ على المقال الصحافي أن الجانب الأدبي يطغى على الجانب الموضوعي فيه، ما سبب هروب كثير من المتلقين إلى"الإنترنت".+