يعقد عشرات من كبار موظفي الدول الإسلامية صباح اليوم اجتماعاً موسعاً في محافظة جدة، تحضيراً للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، في دورته ال33، ومن المنتظر أن تشهد العاصمة الأذربيجانية في 19 حزيران يونيو المقبل أعمال المؤتمر الوزاري لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ويجتمع وزراء خارجية 57 بلداً إسلامياً مرة كل عام طبقاً لميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي، ويخصص اجتماعهم لعرض قضايا العمل الإسلامي المشترك، ويحددون الخطوط العامة للسياسات المتفق عليها إسلامياً، ومناقشة القضايا الملحة التي يمكن ترحيلها إلى مؤتمر القمة اللاحق، يذكر أن القمة الإسلامية تنعقد بدورها، مرة كل ثلاثة أعوام. وقال بيان صحافي صادر عن أمانة المنظمة إن اجتماع كبار الموظفين سيتم في جدة بدءاً من صباح اليوم، وأشار مدير إدارة الإعلام في الأمانة عبدالرؤوف بن رجب إلى أن السفير اليمني لدى الرياض محمد الأحول سيفتتح أعمال اجتماع اليوم، إذ تترأس بلاده المجلس الوزاري منذ انتخابها العام الماضي، حيث عقد الاجتماع ال 32 في العاصمة صنعاء، وأوضح عبدالرؤوف بن رجب أن الجلسة ستشهد انتخاب الرئيس الجديد للدورة الجديدة، والمنتظر أن يصوّت لأذربيجان بالإجماع، ما لم تستجد أية تطورات خارج النسق النظامي المتبع. وعلمت"الحياة"أن اجتماع كبار الموظفين سيركز على الاتفاق على المسودة النهائية لأجندة عمل الاجتماع الوزاري في العاصمة الأذربيجانية"باكو"، كما سيناقش اجتماع اليوم حزمة عريضة من القرارات المنتظر إقرارها في نهاية اجتماع وزراء الخارجية المقبل. وكان آخر اجتماع لوزراء الخارجية المسلمين انعقد في جدة أيضاً، تمهيداً لقمة مكة الاستثنائية الثالثة، التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمواجهة تحديات القرن ال 21، والمخاطر الجسيمة التي تحيط بمستقبل الأمة الإسلامية على المستويين الجماعي والفردي. وتشهد المؤتمرات الوزارية الإسلامية حجماً كبيراً من القرارات التي يقرها وزراء الخارجية، في مقابل شكوى دائمة من كبار المسؤولين في الدول الإسلامية من عدم تطبيق كثير منها، وعلى سبيل المثال شهد الاجتماع الوزاري الأخير في العاصمة اليمنية صنعاء الموافقة على نحو 150 قراراً تتعلق بمعظم قضايا الأمة الإسلامية ودولها. بيد أن اجتماع صنعاء الذي انعقد تحت عنوان"دورة التكامل والتطوير"سجل لنفسه ميزة الإجماع على قرارات مصيرية، بدأ العمل فعلياً لتطبيقها في فترة زمنية محددة، ويتصدر هذه القرارات المصيرية تغيير ميثاق عمل المنظمة الذي مضى عليه نحو أربعة عقود، أي منذ اجتماع جدة التاريخي في نهاية آذار مارس 1970، الذي انعقد في حضور 20 وزير خارجية للدول الإسلامية المؤسسين لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بناء على قرار أولى القمم الإسلامية في العاصمة المغربية الرباط، برئاسة الملكين الراحلين فيصل بن عبدالعزيز والحسن الثاني، وهنا سيناقش كبار الموظفين الخطوات التي اتخذها الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي تجاه صوغ الميثاق الجديد، والخطوات المرافقة لإصلاح المنظمة، وتطوير أمانتها العامة، بما يكفل فعاليتها، كونها ثاني أكبر منظمة سياسية في العالم بعد هيئة الأممالمتحدة. ويتصدر مناقشات اجتماع كبار الموظفين اليوم، تطورات القضية الفلسطينية منظمة المؤتمر الإسلامي أنشئت لمناصرة هذه القضية تحديداً، والنظر في القرارات التي يمكن اتخاذها في شأن قضية فلسطين والنزاع العربي ?الإٍسرائيلي، إضافة إلى مناقشة القرارات السياسية، وقرارات الشؤون الإعلامية، وقرارات شؤون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية، وقرارات في شأن الأقليات والجماعات، وقرارات العلوم والتكنولوجيا، وقرارات الشؤون الاقتصادية. كما يناقش كبار الموظفين التقارير العلمية والتقارير الميدانية المرشحة للنظر فيها خلال الاجتماع الوزاري لمناقشتها واتخاذ الخطوات القانونية حيالها.