أحيا"بيت الشعر"في"أدبي الرياض"مساء الاثنين الماضي أمسية شعرية، شارك فيها الشاعران سعد الهمزاني وإبراهيم الوافي، وأدارها الشاعر أحمد كتوعة. وقرأ فيها الشاعران مجموعة من النصوص، إذ قرأ الهمزاني"كرم الله"، و"اذهب إلى الصين"، وهي قصيدة وصفت بالكونية، وتتناول علاقة إنسان الجزيرة العربية بالشرق. كما قرأ أيضاً قصيدة عمودية. وقرأ الوافي مجموعة قصائد قصيرة، بعنوان"طواف وجمرات شتى"، ثم قصيدة"تمام الثانية عشرة بكاء بتفويت بغداد"، تطرقت إلى مآسي العراق، كما قدم قصائد عنونها ب"الشعراء يموتون طويلا"و"شعراء لا يدخلون الجنة"، وقصيدة"يحدث في النسيان: مدارات عن نجمة هاربة". وحضر طيف عبدالله نور في الأمسية أيضاً، من خلال الشاعر الهمزاني الذي تكلم عن اهتمام الراحل بالشباب ودعمه لهم، ثم قرأ قصيدة كتبها في بدايات التسعينات عن نور نفسه، وفاجأ الهمزاني الحضور بتسجيل صوتي للراحل يقرأ فيه قصيدة له عن الوطن. في شكل عام كانت الأمسية جيدة، وعكست اهتمام"بيت الشعر"في تقديم شعراء لهم تجارب واضحة، كما عكست أيضاً حرص القائمين على البيت على التنوع في التجارب والأسماء، في تأكيد على أن البيت يهتم بكل التجارب، وليس حكراً على تجربة بعينها. وفي حين كان الوافي مخلصاً لتفعليته ومتمسكا بها، ألقى الهمزاني قصائد تنتمي إلى أنواع شعرية أخرى، غير قصيدة النثر التي يكتبها منذ سنوات، ولعل الهمزاني يعيد بذلك الجدل حول المزاوجة أو المجاورة، كما يحلو للبعض تسميتها، بين الأنواع الشعرية، سواء كان ذلك في نص واحد، أم من خلال نصوص عدة، التي دأب البعض على مراكمتها، بينما رفضها غالبية من شعراء النثر، الذين يعتبرون الكتابة في إطار قصيدة النثر خياراً وموقفاً ورؤية إلى الذات والعالم، قبل أن يكون استعمالاً لفنيات أو جماليات بعينها، وهو ما يعطي هذه القصيدة وكتابها أهمية استثنائية وفريدة من نوعها، كونها تتعاطى مع لحظة وجودية، تختلف عن تلك التي عبر عنها شعراء العمود والتفعيلة، في مراحل مختلفة من عمر الشعر. وفي المداخلات تساءل الإعلامي جيريل أبو دية: لماذا لا يهتم الشعر بهموم المواطن؟. وكانت الردود عليه، أن ذلك ليس من وظيفية الشعر، الذي يركز على الوجدانيات. كما طرحت مشكلة قلة الحضور، وخفوت وهج الأدب بعامة خصوصاً الشعر، وعزا البعض ذلك إلى ضعف الإعلان عن النشاطات الثقافية والشعرية خصوصاً، وعدم احتفاء وسائل الإعلام بها بشكل كاف. في ما رأى عدد من الحضور أن عزوف الجمهور يعود إلى هيمنة فنون أخرى مثل الرواية على المشهد الأدبي. وقال الدكتور سعد البازعي إن لدى النادي خططاً وبرنامجاً محدداً، حول عدد من النشاطات، وأضاف أن الوقت كفيل بحل مشكلة الحضور،"من خلال العمل بجد وصدقية في تنفيذ ما هو مبرمج، وبالتعاون مع كل القنوات الإعلامية".