السعودية ومعها دول الخليج العربي دول متجانسة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وكل هذه الدول تنتج الطاقة من نفط وغاز، ويكاد يكون إنتاج هذه الدول من الطاقة وبيعه إلى دول العالم يوازي ثلث إنتاج العالم، وفي هذه المنطقة أيضاً أكبر مخزون نفطي في العالم. كل هذه الأمور مجتمعة جعلت المنطقة محط أنظار العالم، ولهذا السبب فإن دول الخليج العربي تعرف أهمية موقعها وموقفها من الحركات التي يمكن أن نقول عنها إنها حركات شيطانية، وأقصد بذلك ما تقوم به إيران من محاولات محمومة لامتلاك أسلحة نووية، على غير ما يدعون بأنهم يريدون إنتاج طاقة نووية للأغراض السلمية. إن إيران ستكون في مهب الرياح إذا ما أصرت على إنتاج طاقة نووية سلمية أو عسكرية، والعالم يشاهد اليوم المشادة الحادة القائمة حالياً بين إيران من جانب والعالم من جانب آخر، ممثلاً في هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن إيران لديها طموحات في امتلاك الطاقة النووية، وبالتالي الأسلحة النووية، وذلك منذ أكثر من 20 عاماً، واستعانت بروسيا في هذا المجال، وروسيا لا يهمها ما يصاحب ذلك من دمار لإيران ودول الخليج، فهي تقدم التقنية وتقبض عوضاً عن ذلك الدولار، الذي هي في أمس الحاجة إليه، ولم ينفعها ولا شفع لها مخزونها الهائل من الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل. نحن في عصر الاقتصاد فيه هو الحاكم والمسيطر، فلماذا كل هذا الإصرار والتحدي من إيران لامتلاك هذه التقنية المدمرة؟ الجواب بكل بساطة أن إيران تحكم من فئة متشددة تحلم بالإمبراطورية الفارسية، وتعتقد أنها بامتلاكها لهذه القوة ستهيمن على جيرانها من دول الخليج، وهي بذلك خاطئة، لأن دول الخليج بما فيها السعودية بإمكانها إقامة منشآت نووية سواء كانت للأغراض السلمية أو العسكرية، لكنها لا ترغب في جعل هذه المنطقة عرضة للدمار. ومن المعلوم أن دول العالم الكبرى تعتمد في طاقاتها على ما تستورده من دول الخليج، ومن ثم لن تسمح لإيران ولا لغيرها بإقامة منشآت نووية في الخليج، لأنها تدرك ما يترتب على ذلك من مخاطر. لذلك، على إيران أن تكون أكثر تعقلاً وإدراكاً لما يمكن أن تؤول إليه الأمور وعصر الإمبراطوريات انتهى، ونحن في عصر الغلبة فيه للدول الأكثر اقتصاداً ونمواً، وإذا كانت إيران جادة في الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة فعليها إعادة الجزر التي احتلتها من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي التي رفضت المحادثات السلمية، ورفضت كذلك رفع هذه القضية لمحكمة العدل الدولية. إيران لديها مطامع في المنطقة، وفوق ذلك فهي تقمع شعبها من أهالي الأهواز، إذ يتعرضون لأشد أنواع الظلم والاضطهاد، إضافة لقصفها لمواقع الأكراد في إقليم كردستان العراقي. مرة أخرى، على إيران أن تراجع حساباتها، وتعلم أن دول الخليج لديها من الإدراك أكثر مما لدى إيران، وان الأمور لا يمكن أن تأتي بهذه السهولة فكفى تهوراً. حمود المشعل - السعودية