أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ، أن مما تعم به البلوى بعض البيوع التي يتعامل بها الناس وتكثر في أوساطهم، خصوصاً في مثل هذا الموسم، وهما مسألتان مهمتان، أولاهما حكم بيع الثمار قبل بدو صلاحها، وثانيتهما النجش وحكمه الشرعي. وقال في خطبة الجمعة أمس:"إن من المقرر شرعا أنه لا يجوز بيع الثمار على رؤوس الأشجار قبل بدو صلاحها، فلا يجوز بيع النخيل في رؤوسه حتى يبدو صلاحه بأن يتغير لونه، فتظهر فيه الحمرة في ما تظهر فيه الحمرة، أو الصفرة في ما يصفر، ولا يجوز بيع العنب حتى يتموه، أي يبدو فيه الماء الحلو ويلين ويصلح للأكل، ولا يجوز بيع بقية الثمار في ما لا يتلون كالرمان حتى يبدو فيه النضج ويحلو ويطيب ويؤكل عادة، وهكذا بالنسبة إلى الزرع الأخضر، لا يجوز بيعه في سنبله إلا إذا اشتد الحب وطاب، وعلى هذا دلالة السنة في أكثر من حديث، ومنها ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:"نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها، وكان إذا سئل عن صلاحها قال حتى تذهب عاهته"، متفق عليه. وقال:"إن ما ينبغي فهمه أن الدلال الذي يقوم بالحراج على السلعة لا يجوز له أن يبدأ سعرها أو يزيد فيها هو بنفسه، وهو لا يريد شراءها، فهذا من النجش المحرم بل لا يبدأ ذكر سعر لها حتى يبدأ الحاضرون المريدون للشراء". وأوضح الشيخ حسين آل الشيخ أن النجش حكمه التحريم، وفاعله عاصٍ وخداع، ومتى حصل النجش بأي صوره فللمشتري الخيار إذا حصل غبن لم تجر العادة بمثله بين الفسخ والإمضاء على الراجح من أقوال العلماء، مدللاً على ذلك بحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال:"نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجش"- متفق عليه.