أكدت رئيسة الفيليبين غلوريا أرويو أن شركة أرامكو السعودية شريك يمكن الاعتماد عليه لتوفير الطاقة للعالم، وعبّرت عن تطلعها لأن يتم توسيع آفاق التعاون والعلاقات الصناعية والاقتصادية بين"أرامكو"وشركة"بترون"الفيليبينية، بما يعزز المصالح المشتركة وينمي فرص النجاحات المستقبلية. وأشارت رئيسة الفيليبين خلال زيارتها إلى مرافق"أرامكو"في الظهران عن بهجتها بما رأته أثناء جولتها في مواقع إنتاج النفط والمقر الرئيسي للشركة، واصفة منطقة حقل"الشيبة"في صحراء الربع الخالي بأنها رائعة وأن المرافق النفطية في غاية التطور. وقامت خلال اليومين الماضيين بزيارة حقل"الشيبة"بمعية الوفد الرسمي المرافق لها واطلعت على مرافق الإنتاج والمعالجة المركزية ومرافق المساندة في المشروع العملاق الذي ينتج نصف مليون برميل يومياً من الزيت العربي الخفيف جداً، كما شاهدت عروضاً مرئية واستمعت إلى شروح من المشغلين في غرفة التحكم المركزية، وقدم إليها مدير إدارة الشيبة عويد الشمري نبذة عن قصة تطوير المشروع والتحديات الضخمة التي رافقته، وتجولت في تكوينات البيئة الصحراوية والكثبان الرملية الخلابة التي تتميز بها منطقة الربع الخالي. وكان في استقبالها لدى وصولها إلى مرافق إنتاج النفط في حقل الشيبة أعضاء الإدارة العليا في"أرامكو السعودية"، يتقدمهم رئيس الشركة كبير إداريها التنفيذيين عبدالله بن صالح بن جمعة الذي رحب بها في كلمة قصيرة أكد فيها اعتزاز الشركة ومنسوبيها بهذه الزيارة الكريمة، وأشار إلى أن مشروع"الشيبة"يبين مقدار الالتزام الذي يقدمه أبناء المملكة يوماً بعد يوم، من أجل توفير إمدادات موثوقة من الطاقة تلبي حاجات الناس حول العالم وتساعدهم على تحقيق الرخاء والسعادة التي ينشدونها. وعبر ابن جمعة عن تقدير الشركة للعاملين الفيليبينيين الذين يشكلون جزءاً مهماً من قوة العمل في الشركة، وغالبيتهم في التخصصات الطبية وتقنية المعلومات، مشيراً إلى أنهم أسهموا بتفانيهم وجهودهم في دفع الشركة نحو النجاح الكبير الذي حققته عبر تاريخها الحافل. وشملت زيارة الرئيسة الفيليبينية، أمس المقر الرئيسي ل"أرامكو السعودية"في الظهران، حيث تجولت في معرض الشركة بأجنحته المختلفة التي تشرح تطور صناعة الزيت والغاز في المملكة، إلى جانب جناح يضم جوانب مهمة عن التراث الإسلامي في مجال العلوم والطب والفلك. كما زارت بئر الخير، وهي البئر رقم 7 التي اكتشفت فيها الشركة الزيت للمرة الأولى بكميات تجارية قبل نحو 70 سنة. وقبل أن تختتم الزيارة، اطلعت عن كثب على إنجاز تقني مميز يعد مَعْلَماً رائداً في صناعة النفط، وذلك أثناء جولتها في مركز مراقبة وتنسيق عمليات الزيت والغاز، الذي يضم حائطاً إلكترونياً عملاقاً تتم عبره مراقبة شبكة هائلة ومتكاملة من المرافق والأعمال الهيدروكربونية من خلال وسائل دقيقة ذات تقنية عالية. وفي تعليقه على الحائط الإلكتروني، أكد ابن جمعة أنه على رغم ما توفره التقنيات الحديثة وأجهزة الحاسب الآلي السريعة من قدرات هائلة، تبقى الكفاءات البشرية في النهاية هم أهم ميزاتنا التنافسية فهم الذين يسخرون التقنية ويطورونها ويصنعون إنجازاتنا. وشاهدت الرئيسة الفيليبينية خلال زيارتها فيلماً بعنوان:"الطاقة للعالم"الذي يتناول دور"أرامكو السعودية"في توفير الطاقة لمناطق الاستهلاك في القارات المختلفة. وفي نهاية الزيارة عبَّر النائب الأعلى لرئيس للتكرير والتسويق والأعمال الدولية في"أرامكو السعودية"عبدالعزيز الخيال، عن امتنان جميع المسؤولين التنفيذيين السعوديين الذين سبق لهم أن انتدبوا من"أرامكو السعودية"للخدمة والعمل في شركة بترون في الفيليبين عن الشعور العميق لما وفرته الفيليبين وشعبها الصديق وقطاع الأعمال فيها من فرص ممتازة، لتطوير الخبرة العملية والتواصل المهني والثقافي بما يعمِّق العلاقة بين المملكة والفيليبين ويقوي دعائم الفهم المشترك. وقد ضم الوفد الذي رافق الرئيسة أرويو أثناء زيارتها إلى"أرامكو"وزراء الطاقة والعمل والتجارة والصناعة والإعلام، إضافة إلى عدد من القيادات البرلمانية والشخصيات التجارية ورجال الأعمال، بينهم رئيس مجلس شركة"بترون"نيكولاس الكنتارا، وخالد الفداغ، وهو شخصية قيادية سعودية يترأس شركة"بترون"حالياً التي تمتلك"أرامكو السعودية"حصة فيها تبلغ 40 في المئة، وتعد الشركة النفطية الأولى في الفيليبين من حيث المبيعات وحصة السوق، وكذلك من أهم شركات النفط في القارة الآسيوية. يذكر أن"أرامكو السعودية"بدأت الاستثمار في شركة بترون عام 1994، وهي تورِّد حالياً أكثر من 100 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام إلى الفيليبين، إضافة إلى توريدها كميات من المنتجات النفطية المكررة وسوائل الغاز الطبيعي.