ضمن نشاطاته المنبرية للموسم الثقافي الحالي، أقام نادي القصيم الأدبي مساء الاثنين الماضي، محاضرة أدبية بعنوان"التعبير عن الذات في شعر المخضرمين"، ألقاها الأستاذ المساعد في كلية اللغة العربية في جامعة الأزهر وكلية إعداد المعلمات في مدينة بريدة الدكتور السيد أحمد أبو شنب. وقدم لها رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حسن الهويمل. وتناول المحاضر موضوعه من خلال ثلاثة محاور، تناول في الأول تحديد المصطلحين اللذين اشتملت عليهما المحاضرة، وهما:"التعبير عن الذات"و"شعر المخضرمين". فالتعبير عن الذات في اللسان يعني: ذات الشيء حقيقته وخاصته، وفي المعجم الأدبي يعني: اكتمال الخصائص الإنسانية العامة والفردية في الفنان والأديب، وبروزها بوضوح وتعبير متميز، من خلال الآثار التي يبدعها. وهناك نوعان من القصائد: شخصية ذاتية، يعبر بها الشاعر عن مكنونات نفسه، وغيرية، لا يتحدث فيها عن نفسه. كما ان النقاد يرون أن الذاتية لا تقتصر على التعبير عن الذات، بل ان يكون للشاعر كيان مستقل ونظرة متميزة للحياة والناس، ووجدان يرصد المجتمع والطبيعة والنفس الإنسانية. أما الشعراء المخضرمون: فهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ومن معاني الخضرمة في اللغة: الكثرة والاتساع. وفي المحور الثاني، تحدث الدكتور أبو شنب في مجالات التعبير عن الذات في شعر المخضرمين، إذ قال:"لم يترك الشعراء المخضرمون أمراً من أمور حياتهم العامة والخاصة إلا عبروا فيه عن ذواتهم، وصوروا مشاعرهم وأهواءهم، لذلك لم يخل فن من فنون شعرهم من التعبير عن الذات". ثم تناول أهم مجالات التعبير عندهم، وهي:"الذات العاشقة، الذات الواصفة، الذات الهجائية، الذات المعتدة، الذات الواصلة، الذات التائقة للديار والولد، الذات المتحسرة على الشباب، الذات السؤوم، الذات المتألمة الحكيمة، الذات العانية، الذات المادحة، الذات الراثية، الذات المعتذرة". وتناول المحاضر في المحور الثالث، الخصائص الفنية للتعبير عن الذات في شعر المخضرمين، وذكر ان حقبة المخضرمين تعد مرحلة انتقال بين عصري الجاهلية والإسلام.