ينظم المجلس الثقافي البريطاني في الرياض، بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية، معرضاً بعنوان"أرضية مشتركة: جوانب من التجربة المعاصرة للمسلمين في المملكة المتحدة والشرق الأوسط"، الذي يقام في مركز الملك فهد الثقافي، خلال الفترة 17 ? 30 من الجاري، ولإلقاء مزيد من الأضواء على المعرض، ومدى التعاون والتبادل المعرفي بين الثقافتين العربية والبريطانية، التقت"الحياة"المشرف على المعرض مدير الشؤون الفنية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط في المجلس الثقافي البريطاني، جمال الموسوي حسنوفيتش. وإلى نص الحوار: بداية ما الهدف من المعرض؟ - يهدف المعرض إلى إيجاد حوار دائم ومتواصل بين المثقفين العرب بصفة عامة والسعوديين خصوصاً، ونظرائهم البريطانيين، ومن جانب آخر، إيجاد حوار بين العمل الفني المعروض من جهة والمتلقي من جهة أخرى، فالمعرض يبرز خصائص ومميزات المجتمع البريطاني المسلم، وأهم إنجازاته على الصعيدين الثقافي والسياسي، والاجتماعي تحديداً، والدور الذي تلعبه الجالية الإسلامية في المجتمع البريطاني المعاصر. هل سبق للمعرض أن نظم في بلدان عربية، وما صداه الإعلامي في بريطانيا؟ - نعم، أقيم المعرض ذاته في البحرين، من 21 تشرين الثاني نوفمبر حتى 14 كانون الأول ديسمبر 2005، وفي الإمارات أقيم في الشارقة من 7 حتى 28 شباط فبراير 2006، وفي أبوظبي من 11 حتى 18 آذار مارس 2006. وقوبل المعرض في تلك الدول بمزيد من الحراك الثقافي والندوات التي تزامنت مع إقامته، وأشاد به العديد من المفكرين والمثقفين وأرباب الصحافة والإعلام من الجانبين العربي والبريطاني، وحظي المعرض بتغطية إعلامية واسعة من وكالات الأنباء العالمية، ومحطات التلفزيون المحلية والفضائية، وأشادت به كبريات الصحف البريطانية، وأثنى عليه كتاب المقالات، لخلق أجواء جديدة من التعاون والتبادل الثقافي والحضاري بين العرب والبريطانيين. وكيف تصف المعرض؟ - المعرض يتضمن صوراً فوتوغرافية تمثل نحو 180 عملاً فنياً، تتراوح ما بين التصوير التقليدي، والتصوير الرقمي، ووسائط بصرية، وأعمال تركيبية، وتمثل اتجاهات مختلفة في التصوير التقليدي والحديث. لذا فالمعرض يشتمل على تجربة ثمانية من فناني بريطانيا، هم: تيم سميث، وريحان جميل، سوكي داندا، إيمي وتنوير"يل فو"، وجاكثر سمبلي، انطوني لام، وهو عبارة عن استوديو تقليدي معروف كان يستخدم في خمسينات القرن الماضي، من الجالية الإسلامية في مدينة"براد فورد"شمال انكلترا، ويتوافد عليه المغرمون لالتقاط صور تذكارية تعبر عن نجاحاتهم آنذاك. كيف تقوّم البعد الثقافي والفكري للمعروضات؟ - المعرض لا يخلو من بعد تاريخي، ناهيك عن الثقافي والفكري، فأعمال المصور تيم سميث تجسد تاريخ نشوء الإسلام والجاليات الإسلامية في بريطانيا أوائل القرن العشرين، وبالنسبة إلى كوبر فهو يعالج في أعماله مواضيع يخترق من خلالها أعماق الإنسان النفسية، بينما انطوني لام يتناول معالجات بصرية لمسألة الهجرة غير الشرعية لبريطانيا، أما معتنقو الديانة الإسلامية وقصص دخولهم في الدين الحنيف وتعاملهم في المجتمع البريطاني، فتجسدها لوحات جاكثر سمبلي. وماذا عن المشاركة السعودية، وما مدى استفادة الفوتوغرافيين السعوديين من هذا المعرض؟ - تشارك في المعرض الفوتوغرافية السعودية منال آل ضويان ب 15 عملاً فنياً بالأبيض والأسود، تعالج فيها قضايا المجتمع والمرأة، أما الاستفادة فتكمن في تعريف المثقف والفوتوغرافي السعودي بأعمال أصدقائهم البريطانيين في هذا المجال، فتكون الاستفادة في تبادل الآراء والنقاشات المفضية إلى كل جيد، والتقنيات المعاصرة لهذا الفن، ويمكن تدارسها من الجانبين، خصوصاً أن الفنانين ريحان جميل وسوكي واندا سيقومان بجولة أثناء إقامة المعرض، تشمل الدمام والقطيف وجدة، وسيلقيان خلالها محاضرات تبرز تجاربهما الفنية في هذا المجال، وهذا مدعاة لالتقائهم بنظرائهم السعوديين. لتعميق التبادل وتوسيع آفاق التعاون في ما بينهم مستقبلاً. ختاماً... ماذا تتوقع للمعرض؟ أتوقع إقبالاً جماهيرياً يفوق ما تم في البحرينوالإمارات، فالعلاقات السعودية - البريطانية تشهد نمواً وتطوراً في مختلف المجالات، ولأهمية العلاقات الثقافية بين البلدين سيفتتح المعرض وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني، يرافقه السفير البريطاني لدى السعودية، ووفد بريطاني رفيع المستوى، يضم شخصيات إسلامية معروفة، أمثال اللورد أحمد وشخصيات ثقافية وفكرية أخرى.