لا حديث اليوم إلا مواجهة الهلال مع الاتحاد في نصف نهائي الدوري السعودي لكرة القدم، أهل الهلال يؤكدون ان استاد الملك فهد سيشهد اليوم فوزاً ثانياً يعزز من فرضية بوابة الاتحاد نحو النهائي، كما حدث في الموسم الماضي عندما حسمها البرازيلي كماتشو بكرةٍ ثابتة، أهل الاتحاد يردون: نحن في موسم 2006، ولسنا في 2005، والأمور تختلف وأخطاء الماضي لن تتكرر. أكثر ما يزعجني في المواجهة العاصفة التي ستجرى الليلة ان كل فريق لا يملك اي طريقة يمكن ان يقبل بها الخسارة، على رغم ان الكرة فوز وخسارة فلا بد من ان يخسر احدهما اليوم، والكل يعلم هذا، لكن الجمهور العريض الذي يقف خلفهما و"الماكينة"الإعلامية الموالية للقميصين ولا حتى رئيسي الناديين لديهم اي فرصة لمناقشة او تصور الخسارة في مباراة اليوم، وهنا مكمن الخطورة والازعاج بالنسبة إليّ على الاقل. الهلال خسر في آخر مبارياته من الاتحاد بالدور الثاني من الدوري بهدف سعد الحارثي في الملعب ذاته، وكان الهدف مؤلماً لثلاثة أسباب: انه كان سبباً في الهزيمة من الاتحاد، وهذا مؤلم وكان في الرياض، وهو مؤلم ايضاً ومن لاعب لا يزال حتى الآن منتمياً الى نادي النصر، وفي هذا آلام كثيرة ومتعددة. الهلال استطاع ان يسير بشكل متصاعد هذا الموسم من اجل تكرار ما فعله في الموسم الماضي من احتكار المسابقات المحلية السعودية كافة، إذ فاز بكأس الامير فيصل وأتبعها بكأس ولي العهد ولا يزعجه إلا ان يشاهد الاتحاد أمامه في المنعطف الاخير للتوجه الى النهائي امام الشباب ولو خسر اليوم ستكون مباراة وذكرى مزعجة جداً، ضاع النهائي الثالث وضاع حلم الاحتكار المستمر، والاهم ان الطرف الفائز هو الاتحاد، وهذا أمر غير مقبول عند مدرج ازرق تعرض لحملات منظمة من الاعلام والصحافة ضد الطرف الآخر رئيساً ولاعبين وصحافة. من الجهة الثانية، هناك الاتحاد الذي لم يحقق اية بطولة محلية منذ عامين، صحيح انه حصد ألقاباً مهمة مثل بطل العرب وبطل آسيا ورابع العالم، لكن كل هذه الأشياء المهمة والجميلة وغير المسبوقة لن تكفي المدرج الاتحادي"الحاد المزاج"لأن الفوز بالبطولات المحلية له طعمه ورونقه عند محبي الاتحاد، وإذا كان الانجاز هو الذهاب الى النهائي عبر الهلال فهذا شيء رائع ولا يمكن التنازل عنه، وتأتي مجرد فكرة ان يخسر الاتحاد اليوم للمرة الثانية من الهلال قبل الخطوة الاخيرة من اللعب على النهائي لتشكل كابوساً لا يريد احد من محبي الاتحاد مجرد التفكير فيه. إنني لا أرى في احتكار البطولات لنادي واحد شيئاً صحياً للكرة السعودية، لكن لا احد يستطيع ان يمنع او يصادر حق الهلال من ان يقدم نفسه كأفضل فريق كرة في المملكة خلال العامين الماضيين لأنه لو كان هناك من هو افضل منه لخطف الكأس او كل هذه الكؤوس منه، هناك حقيقة مغيبة اليوم وهي ان التركيز الاعلامي والنفسي الكبير على ان الفائز في مباراة اليوم هو بطل الدوري من دون الانتباه الى ان متصدر الدوري الشباب هو الطرف الآخر الذي ينتظر في النهائي، وأكرر الكلمة"قد"يؤدي الى صدمة مدوية لمحبي احد الناديين الجماهيريين في النهائي الكبير... والله اعلم. [email protected]