ربما تكون اليوم آخر مرة نشاهد فيها الدوري السعودي وهو يحسم بمباراة نهائية"كما تشير إلى ذلك الأنباء المسربة"من أروقة اتحاد كرة القدم السعودي، وقد لا يعلم الكثيرون أن"حسم"الدوري بالنقاط ربما يغير من شكل المنافسة وتنوع الألقاب في السعودية، لأن الفوز ببطولة من خلال جمع عدد كبير من النقاط يختلف عن الفوز ببطولة من خلال مباراة نهائية أو نصف نهائية، فثقافة مباريات الكؤوس تختلف عن ثقافة الفوز بمباريات الدوري الطويل. مباريات الكؤوس هي تخصص للهلال والشباب فهما أكثر ناديين قادرين على تحمل ضغوط النهائيات مهما كانت، الاول لديه شعبية طاغية وكبيرة تجعل لاعبيه يحترقون داخل ارض الملعب وتدفعه دفعاً لتحقيق الانتصار، والثاني لدى لاعبيه"مناعة"كاملة لمواجهة الجماهير مهما كان عددها، وكم من انتصار وإنجاز حققه الشباب في مواجهة مدرجات معادية مزدحمة وحتى عندما كان المنتخب السعودي ممثلاً بعدد كبير من لاعبي الشباب لم يكن يتأثر باللعب في ارض الخصوم لأن لدى لاعبيه مناعة كاملة من هذا التأثير. عندما يتحول الدوري الى جمع النقاط من الممكن ان يفوز بالدوري المقبل الأهلي أو الاتحاد أو النصر أو حتى الاتفاق، المسألة حينها ستكون نفَساً طويلاً وعدداً اكبر من البدلاء، ولن تكون تهيئة نفسية للفوز في مباراة واحدة حاسمة، اليوم سنشهد مواجهة"مستنسخة"للهلال مع الشباب في ثاني نهائي على التوالي للدوري السعودي بالأطراف ذاتها وثالث نهائي على التوالي للشباب فمنذ عام 2004 والليث الأبيض هو طرف المباراة النهائية الثابت، ما يعني ان الشباب هو متصدر الدوري المحلي لثلاث سنوات متتالية"ولو"كان الدوري"دورياً"لقلنا ان الشباب هو بطلب الدوري السعودي لثلاث مرات متتالية. لديّ أصدقاء"كثر"في الهلال وكنت أتحدث معهم حول ان كان تجاوُز"الزعيم"لعقبة الاتحاد مهد الطريق أمامه للفوز ببطولة الدوري كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم وكانوا يرفضون هذه الفرضية على اعتبار ان الشباب نوع مختلف من الفرق عن الاتحاد وان فرصة تحقيقه لفوز اليوم موجودة وأنها ليست مباراة"تحد"مثلما حدث امام الاتحاد، ما يعني ان"محفزات"الانتصار مؤثرة في الفريق"الأزرق"اكثر من تأثير الخطط التدريبية والأفكار التكتيكية. مساء الأحد الماضي أراد لاعبو الهلال منح رئيسهم الانتصار ولهذا منحوه إياه واليوم لا يوجد مبرر لأن يتحفز لاعبو الهلال للوثب على الشباب إلا رغبتهم في البطولة وهو محفزّ موجود عند الشباب والهلال معاً، ولعل هذا ما يجعل بعض أصدقائي الهلاليين متخوفين من مفاجآت غير متوقعة اليوم. في رأيي الشخصي ان الهلال المرشح الأبرز للقب الليلة، وان كنت أرى ان تنوع الأبطال شيء صحي للكرة السعودية، لكن من يستطيع ان يلوم الهلال"لو"فاز اليوم؟ ومن يستطيع ان يقلل من انجاز الشباب لو فاز اليوم وهو في الأساس بطل الدوري الحقيقي قبل ان تبدأ مباريات المربع. وليد الفراج [email protected]