تكتسب بطولة كأس سمو ولي العهد المفدى أهمية كبيرة جداً؛ فهي البطولة الثالثة في المسابقات الكروية السعودية، وهي أول النهائيات التي تقام سنوياً، ويعطي الفوز بها زخماً رسمياً وجماهيرياً وإعلامياً؛ لاسم وأهمية وقيمة البطولة. وتريح البطولة الفريق الفائز بها كثيراً، وتحفظ له استقراره، وتعزز موقف كوادره الإدارية والفنية وثقة جماهيره، إضافة إلى أنها تضخ سيلاً من المعنويات الجارفة التي يحتاج إليها الفريق ولاعبوه في مسيرته خلال الموسم وما تبقى من مسابقاته القوية، ويكون للخسارة (أحياناً) انعكاساتها السلبية على الفريق ولاعبيه وعلى معنوياتهم، وقد تعجّل بقرارات (مصيرية)، وتطيح برؤوس فيه، سواء على المستوى الفني أو الإداري، بل حتى على مستوى رئيس وأعضاء مجلس الإدارة. يوم بعد غد الجمعة ستكون الجماهير السعودية والمتابعون للكرة السعودية فيه على موعد مع أولى مباريات النهائيات المنتظرة في كرة القدم السعودية، عندما يتواجه الهلال والأهلي في اللقاء التاريخي المنتظر، الذي يجمع بينهما على نهائي كأس سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، في سيناريو مكرر ولقاء كربوني من نهائي الموسم الماضي (التاريخي) والمثير في الوقت نفسه، الذي انتهى لصالح الأهلي، وعاد من خلاله إلى منصات التتويج في تلك البطولة، في حين خسر الهلال للعام الثاني على التوالي بطولته المفضلة، التي يُعد أكثر فريق يحققها، والتي لم يغب عن نهائياتها تسع سنوات متتالية، وهو الذي حققها اثنتي عشرة مرة. الفريقان الكبيران نجحا باقتدار في انتزاع قرار تمثيلهما للأندية والشباب والرياضيين (بوصفهما سفيرَيْن فوق العادة) في المهرجان الكروي والتشريف الكبير، رغم المنافسة الساخنة جداً التي واجهتهما، ورغم ازدحام جدول مبارياتهما في المسابقات المحلية، خاصة تنافسهما المثير والمحموم في الدوري، وتمسكهما بمقعدي الصدارة رأساً برأس، وكتفاً بكتف. وفي حين ستسود الأفراح مدرجات وأروقة الفريق الفائز فقد تلقي الخسارة بظلالها على بعض أدوات الفريق الخاسر المهمة. وكما سبق أن قُلت، فإن الخسارة قد تطيح برؤوس، وتعجّل بقرارات. وليس ببعيد عن أذهاننا ما حصل بعد نهائي بطولة الموسم الماضي في مثل هذا التوقيت، وفي أحد أطراف مباراة الجمعة القادمة، عندما خسر الهلال أمام الأهلي نفسه الكأس والبطولة؛ ومن ثم قدم سمو رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته من رئاسة النادي بعد المباراة مباشرة، وغادر (مأسوفاً) عليه، وأعقب ذلك إقالة مدرب الفريق السابق الروماني (لورينت ريجكامب) والاستعانة بمدرب الفريق الأولمبي مواطنه سيبيريا. ولن يكون مستبعداً على الإطلاق أن يتكرر المشهد، وتتم إقالة المدرب الخاسر للمباراة؛ فكلا المدربين اليوناني (جورجوس دونيس) مدرب الهلال والسويسري (كريستيان جروس) انخفضت شعبيتهما والقناعة بهما، وازداد التذمر منهما إدارياً وجماهيرياً وإعلامياً؛ بسبب الأداء والنتائج في المباريات الماضية لفريقيهما في الدوري؛ ولن يكون مفاجئاً ولا مستبعداً أن تكون الخسارة لأحدهما القشة التي تعجّل بقرار الرحيل.. وهناك مطالب بذلك في الطرفَين. ما ينتظره المحبون وجماهير الكرة السعودية والمتابعون لها أن يقدّم الفريقان مباراة في مستوى الحدث، تليق بالمناسبة والحضور والتشريف الكبير، الذي يكفي أن يكون في مقدمته محمد بن نايف، وأن يكون السباق المحموم في حضوره نحو الفوز بأول بطولة تحمل اسم سموه، وتدون بمداد الشرف في سجل الفريق الفائز.. و.. مبروك للبطل سلفاً. كلام مشفر فارق كبير يبعد الهلال عن منافسه وجميع الفرق السعودية الأخرى في عدد مرات الفوز ببطولة كأس سمو ولي العهد، بعد فوزه بها اثنتي عشرة مرة، والأهلي هو مَن أبعده عن الكأس الثالثة عشرة الموسم الماضي؛ وهو ما يريد تعويضه. الأهلي يسعى للفوز بالكأس للمرة السابعة؛ ليعادل في عدد مرات تحقيقه البطولة جاره ومنافسه اللدود فريق الاتحاد، الذي فاز بالكأس سبع مرات، رغم أن الأهلي أول فريق سعودي يحقق لقب البطولة عام 1377ه. تركي الخضير كان إحدى أدوات النجاح في مباراة نهائي البطولة الموسم الماضي، التي جمعت الفريقين. وعادة، لا تكون مباريات التشريف صعبة رغم ما فيها من قوة ومنافسة؛ وذلك لاحترام اللاعبين للمناسبة، وتفرغهم للعب؛ وذلك ما يسهل مهمة الحكم. علامات استفهام كثيرة وعدم رضا من متابعين ومتخصصين عن مستوى النقل التلفزيوني لكثير من المباريات التي تنقل عبر القناة الناقلة للمسابقات السعودية. المنتظر والمأمول أن يختلف ذلك، وأن يكون ما يُقدَّم والنقل المباشر في مستوى الحدث؛ لتكتمل الإثارة والمتعة.