سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"توافق" على التعامل مع "حماس" وإيران بالحوار والسعي لتصحيح علا قات سورية ولبنان . الرياض وباريس تؤكدان أن "الديبلوماسية" كفيلة بحل المشكلات ... وتصفان الزيارة ب "الإيجابية"
أكدت المملكة العربية السعودية وفرنسا، قبيل مغادرة الرئيس الفرنسي جاك شيراك مختتماً زيارة رسمية استمرت ثلاثة ايام، تفاهمهما وتوافقهما على الملفات التي تم بحثها بين القيادتين، وشددتا على ان الحوار المتواصل والديبلوماسية كفيلان بحل المشكلات، مشيرتين إلى ان زيارة شيراك ناجحة وإيجابية. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنهى زيارته"الحافلة"للسعودية امس، بتأكيدات منه ومن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، على نجاحها الكبير"على مختلف الاصعدة". راجع ص10و11 وبدا من تصريحات الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية السعودي، ان اهم شيء خرجت به المحادثات المطولة بينه وبين خادم الحرمين الشريفين، هو التفاهم على العمل على عدم تصعيد الاوضاع والمواقف في المنطقة، سواء في سورية ولبنان او على صعيد فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية وقيادتها الحكومة الفلسطينية، ام على صعيد معالجة الملف النووي الايراني. وعلى رغم ان الرئيس شيراك عاود يوم امس في مؤتمر صحافي تكرار موقف فرنسا، الداعية الى اعتراف حركة حماس باسرائيل وبالاتفاقات التي وقعت معها، ونبذ العنف، الا انه لوحظ انه خفف من موقفه حين اشار الى ان هناك اتصالات مع حركة حماس للتوصل الى نتيجة، معرباً عن قناعته بأن هذه الحركة ستتخلى في نهاية الامر عن العمل المسلح، واعلن معارضته فرض عقوبات على حكومة فلسطينية تقودها، موضحاً ان وصول"حماس"الى السلطة يمثل ارادة الشعب الفلسطيني، وانه يرى ضرورة عدم الاعتراض على هذه الارادة، بل احترامها"واضاف:"ان فرض عقوبات يتحمل تبعاتها الشعب الفلسطيني امر غير صائب". واستطاع العاهل السعودي خلال محادثاته مساء اول من امس مع ضيفه الفرنسي، إقناع شيراك بضرورة انتظار الاتصالات التي تجريها اطراف عربية، ومنها المملكة، مع حركة حماس لبلورة موقف يحظى بقبول دولي للتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، ومن بين هذه الاتصالات زيارة للرياض اعلن عنها الامير سعود الفيصل سيقوم بها وفد قيادي من حركة حماس خلال الايام القليلة المقبلة، وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية ان هناك افكاراً عربية تجرى مناقشتها مع قيادة حركة حماس، لإقناعها بالاعلان عن قبول المبادرة العربية للسلام - على الاقل - من اجل ابداء حسن النوايا امام المجتمع الدولي، وبدا من تصريحات وزير الخارجية السعودي ان مواقف أي حكومة قبل الانتخابات تختلف بعدها، ومن اعراب الرئيس الفرنسي عن ان حركة حماس ستتخلى عن الكفاح المسلح، وامله بوصول"المفاوضات مع حماس الى نتيجة"، ان هناك بالفعل محاولات عربية لتليين مواقف الحركة استناداً الى الموقف العربي الجماعي المتبني للمبادرة السعودية للسلام، على اساس الارض في مقابل السلام، اضافة الى أنه في الموقف من الموضوع الايراني، لوحظ ان الرئيس الفرنسي ترك الباب مفتوحاً للتفاوض مع ايران، على رغم انه وصف الموقف الايراني بانه"مخيب للآمال"، الا انه قال:"لكنه لن يدفعنا الى الاحباط، واملنا اقناع الايرانيين بضرورة احترام التعهدات بشأن النشاطات النووية". وكان العاهل السعودي نقل للرئيس الفرنسي الموقف الايراني الذي ابلغ للرياض، بشأن الملف النووي الذي تؤكد فيه طهران انها لا تسعى لامتلاك اسلحة نووية، وهذا ما اشار اليه الامير سعود الفيصل في تصريحاته، ولكن الرئيس شيراك عبر عن رأيه بضرورة التأكد - دولياً - من صدقية طهران، وذلك من"خلال التفاوض الحازم معها". وحول الموضوع اللبناني خصوصاً علاقات بيروت ودمشق، لوحظ ان الموقف الفرنسي بدا اكثر تشدداً من الموقف السعودي، على رغم الاعلان عن توافق في الاهداف، وهي تصحيح العلاقات السورية - اللبنانية لتكون طبيعية وقائمة على الاحترام والسيادة، فعاود الرئيس شيراك في مؤتمره الصحافي التأكيد على ضرورة تعاون سورية، ووقف تدخلها في لبنان، ولكن الموقف السعودي من هذا الملف الذي اعلن عنه الامير سعود الفيصل ركز على اهمية الحوار الوطني في لبنان"بعيداً من أي تدخلات"وركز على ان العلاقة السورية - اللبنانية تحتاج الى قناعة الطرفين بإعادتها الى وضعها الطبيعي، وان تكف جهات في كل طرف باتهام جهات اخرى في الطرف الآخر بزعزعة الامن والاستقرار، وفي ذلك الصدد قال وزير الخارجية السعودي:"اذا كانت هناك مشكلات في دولة ما فلا يعني ذلك ان كل مشكلة في دولة تأتي من الدولة الاخرى، فهناك مشكلات في كل دولة وينبغي الا يلوم كل جانب الجانب الآخر بمشكلاته". وعلى صعيد العلاقات الثنائية، اجمع الجانبان الفرنسي والسعودي على ان الزيارة حققت الكثير من النتائج الايجابية على صعيد تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي وحتى الأمني، واذ حرص الجانبان على عدم الاعلان عن النتائج المتوقعة على صعيد الصفقات الدفاعية والاقتصادية، الا ان الجانبين متفائلان بأن"الخير قادم".