"رب ضارة نافعة".. مقولة قيلت في القديم، وخير من استفاد منها هم باعة السمن البلدي في"سوق الديرة"في الرياض، الذين استغلوا المقاطعة الشعبية لمنتجات الدنمارك، ومن أهمها مشتقات الزبدة التي لم يكن يخلو منزل منها في السعودية سابقاً. ويؤكد أقدم باعة السمن في سوق الديرة عبد المحسن الغنام أن السمن البلدي شهد، بعد المقاطعة، إقبالاً كبيراً، ربما نكاية في الزبدة الدنمركية، أو حباً في المنتج البلدي، الذي كانت له السيادة قديماً. ويضيف: إن أنواع السمن هي"البقري"، ولونه يميل إلى البرتقالي، و"الغنمي"ويسمى"البري"، لأن الغنم التي يؤخذ من حليبها تربى في البر، ولونه مقارب إلى الأخضر. ويؤكد أن"الغنمي"هو المرغوب كثيراً لدى الزبائن. ويشير أحد الباعة"فيصل العلي"إلى أن سعر السمن البلدي في فصل الشتاء أغلى منه في الصيف، ويبلغ ذروته في فترتي المربعانية والشبط لشدة البرد وحاجة الناس للدفء، الذي يوفره بكثرة السمن لوجود السعرات الحرارية العالية فيه. ويضيف فيصل: إن سعر الكيلو غرام الواحد من سمن الغنم يتراوح بين 80 و100ريال في أوائل الشتاء، ويرتفع إلى 200ريال في ذروة البرد، وينخفض في الصيف إلى أن يصل إلى 30 ريالاً. ويشير خالد الخرفان إلى أن سعر السمن البقري هو 40 ريالاً للكيلوغرام الواحد، ويؤخذ من أناس معروفين حتى لا تكون الحيوانات مصابة بمرض فتنقله إلى البشر، لا قدر الله. ويضيف: إن طريقة استخلاص السمن من الحليب تكون بطبخه لوقت طويل نسبياً، ثم يبرد، فيتحول إلى طبقات عدة، أولاها القشطة، ثم السمن، وآخرها"الأقط". ويؤكد أن السمن المغشوش لا يتمازج مع الطبيعي، بل يطفو على سطح الوعاء، وتخرج منه رائحة تختلف عن رائحة السمن المعروفة والمشابهة لرائحة الغنم. من جهته يرى طبيب التغذية محمد الشرهان أن السمن صحي ولذيذ المذاق، ولكن لا يصلح لمرضى القلب لما فيه من نسبة عالية من الكوليسترول التي قد تسبب جلطة في القلب. ويضيف أنه يلزم ممارسة الرياضة بعد أكل السمن لما له من ثقل كبير على المعدة. وتقول إحدى ربات البيوت المختصة في عمل"الأقط"أم فيصل: إنه يجفف على هيئة أصابع، وتشترط النظافة في عمله، لأنه يؤكل من دون طبخ. وتضيف: إن سعر الكيلو غرام الواحد من الأقط الجيد يبلغ 50 ريالاً، ويفضل أن يكون ليناً، وألا يكون حامض المذاق، وهو دليل على قدم الحليب المعمول به. وتقول:"يعمل الأقط الجيد في المنازل على أيدي نساء لهن خبرة طويلة، وبعض المصانع تصنعه، لكنه لا يكون بجودة ما تصنعه ربات البيوت.