دخلت عملية تحرير قطاع الاتصالات في عُمان مرحلة جديدة اخيراً بعد ان وافقت الحكومة على الترخيص لشركات غير عمانية واخرى أجنبية للعمل في ذلك القطاع. فقد بادرت شركة "كيوتل" القطرية الى التعاون مع مجموعة من الشركات الأجنبية لتأسيس شركة "النورس"، التي تقدم خدمات الاتصالات في السلطنة. وبلغت قيمة الترخيص 40 مليون ريال عماني. وتدفع هذه الامور سوق الخلوي باتجاه كسر الاحتكار عبر اعتماد خيار المنافسة بين الشركة الجديدة و"شركة الاتصالات العمانية" "عُمانتل". وأعدت الاخيرة عدتها للمنافسة من اجل تقديم خدمات أفضل للجمهور، وفق مقتضيات السوق المفتوح. اقمار اصطناعية وكوابل بحرية التقت "الحياة" الرئيس التنفيذي لشركة "عُمانتل" محمد بن علي الوهيبي. فبدأ حديثه بالتشديد على أن تحرير قطاع الاتصالات يأتي ضمن التزامات الحكومة العمانية تجاه منظمة التجارة العالمية. وأشار الى أن المستهلك هو المستفيد الأول من المنافسة، التي يزيدها تسارع الايقاع التقني في سوق الاتصالات. وأوضح أن شركة "عمانتل" تسعى لإقامة علاقات مثمرة مع المشتركين عبر رفع مستوى خدمات الاتصالات وايصالها الى كل قرية ومدينة في مختلف مناطق السلطنة، وكذلك استحداث خدمات جديدة، وتوظيف كوادر وطنية تتمتع بدرجة عالية من التدريب والتأهيل. وأضاف أن الشركة سعت مبكراً للاستثمار في مشاريع مهمة، مثل دعم العمل التقني في "واحة المعرفة" في مسقط، وتشجيع المبادرات التكنولوجية المحلية في مجال كوابل الالياف البصرية البحرية، بالاستناد الى الخطوط الدولية لشبكة الانترنت مثل الكابلين البحرين الشهيرين "فلاغ" Fibroptic Lines Across the Globe واختصاراً FLAG و"سي مي وي3" SeaMeWe 3 ، إضافة إلى تنويع الاستثمار في وسائل الاتصالات الفضائية، التي تُقدم من خلال "الشركة العمانية للاتصالات المتنقلة" وشركة "الثريا" للاقمار الاصطناعية. وتحدث عن مساهمة شركته في تأسيس شركة "نت زون" NetZon التي تعتبر مركزاً لتقديم خدمات الانترنت الى الجهات الحكومية والشركات والكليات. وتعمل "نت زون" في "واحة المعرفة" وتتخذها مقراً لها. ووظفت "عُمانتل" استثمارات في مجمع تجهيزات الاستضافة المعروف باسم شركة "انفولاين" InFoline التي تعمل على تقديم خدمات الاتصالات الدولية باستخدام التقنية الحديثة بواسطة الإنترنت، وربط الخدمة الهاتفية مباشرة بقواعد البيانات، مما يمكن المشتركين من تنفيذ حجوزات الطيران والاطلاع هاتفياً على حساباتهم الشخصية في المصارف وغيرها. وشدد على ان الموقع الجغرافي الاستراتيجي للسلطنة جعلها نقطة ارتكاز في مشاريع الخطوط البحرية العالمية، مثل خطي الانترنت البحريين الدوليين "فلاغ" و"سي مي وي3". ويدخل الخطان الى المنطقة عبر بحر عمان. وبدأت السلطنة تشغيل كيبل "فلاغ" في عام 1997. ويربط أوروبا وآسيا وافريقيا واميركا. اما كابل "سي مي وي3"، الذي يربط دول غرب اوروبا بجنوب شرقي آسيا عبر دول الشرق الاوسط، فبدأ العمل به دولياً في عام 1999. وتستفيد السلطنة من موقعها الجغرافي لتكون محطة اساسية في هذه الممرات. وتمنحها الكابلات الدولية امكانات كبرى في تنويع وسائل الاتصالات، الأمر الذي يؤدي إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي. ويتوقع ان تزداد تلك الاستثمارات بعد انتهاء مشروع "سي مي وي3" العملاق في المستقبل القريب. التكنولوجيا وسيلة للمنافسة وعن تحديث الشبكة العامة للاتصالات الهاتفية بما يتواكب مع التقنيات الحديثة التي يشهدها العالم، اوضح الوهيبي ان جميع المقاسم الهاتفية المحلية حُوّلت إلى النظام الرقمي، وباتت تعمل بتقنيات الكترونية متطورة، وكذلك وُصّلت مع شبكة ارسال تعمل بنظام التسلسل الرقمي المتزامن Synchronus Digital Line او SDL الذي يوفر تحقيق الاستمرارية في الخدمات متفادياً الاعطال والمشاكل التي تصيب شبكة الهاتف في أي منطقة من مناطق السلطنة نتيجة للظروف الطبيعية أو الفنية كالكوارث الطبيعية وخلافها. كما تنفذ "عمانتل" مشاريع مد كوابل الألياف البصرية لربط المناطق البعيدة في السلطنة، وكذلك تنفذ شبكة رئيسة مكونة من ثلاثة حلقات، شمالية وشرقية وجنوبية، من اجل توفير السعات المطلوبة للحركة الهاتفية الكثيفة. وكذلك تستخدم تقنية "مضاعفة الارسال بتقسيم الموجات" المعروفة بأسم DWDM التي توفر سعة استيعابية كبيرة قادرة على تلبية تنامي إحتياجات "عُمانتل" خلال السنوات المقبلة. وتشمل التقنيات التي تستخدمها الشركة، استعمال وحدة للاتصالات الذكية، ونظاماً موحداً لإدارة الشبكة، وتقنية الشبكة المحلية اللاسلكية Wide Local Area Network او WLAN، وكذلك المحطات الطرفية المعروفة باسم "فيسات" VSAT التي تنقل البيانات والصوت ورسائل الفاكس والإشارات المرئية بكفاية تامة عبر الأقمار الاصطناعية وغيرها. وبيّن الوهيبي أن "عمانتل" استعدت للمواجهة بإدخال تقنيات جديدة لتفعيل خدماتها للجمهور، مثل استخدام تقنيات الشبكات المحلية اللاسلكية التي تمكن من نقل البيانات والصور والصوت والفيديو، وتطوير الخدمات في الشبكات المستخدمة راهناً مثل خدمة "التراسل اللامتزامن" للبيانات، اي Asynchronus Transfer Messaging واختصاراً ATM ، وخدمة "خط المشترك الرقمي غير المتواقت" Asynchronus Digital Subscriber Line اي ADSL ، التي تعرف ايضاً باسم الخطوط السريعة للانترنت، كوسيلة لنقل البيانات والملفات في وقت قياسي جداً. وتشمل القائمة عينها خدمة "الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة" Integrated Services Digital Network ISDN التي تمكن المشترك من استقبال وإرسال مكالمتين في الوقت نفسه، أو استخدام الإنترنت من دون اشغال خط الهاتف. ويمكن عبر هذه التقنيات أجراء كل أنواع الاتصالات الصوتية ونقل الصور الثابتة والفيديو والبيانات والوثائق من خلال الربط البيني لشبكة مفردة ذات أداء متطور وسرعة فائقة. وتحدث الوهيبي عن تطوير خدمة الانترنت بتوسيع شبكتها من خلال تنفيذ مشروع "استعادة الخدمة بعد الكارثة" DISARTER RECOVERY SYSTEM اي DRS. ويعمل هذا المشروع على توفير خدمة الانترنت عبر خط منفرد عن بقية الخدمات الاخرى، وبسعة استيعابية كبيرة للمشتركين تصل الى 11760 مشتركاً في وقت واحد. ويؤدي الامر الى تفادي انشغال الشبكة وضغط الاقبال عليها في اوقات معينة، وكذلك ضمان وسهولة انسياب الخدمة للمشتركين في كل مناطق السلطنة مع قابلية توفير سعات جديدة على المدى الطويل لتلبية الاعداد المتزايدة في المستقبل من مستخدمي الانترنت. وتوزع هذه التقنية السعة بين المراكز الرئيسية لخدمة الانترنت في محافظة مسقط، وبين مجموعة من المقاسم العاملة في مناطق السلطنة، وبنسبة تتواءم مع اعداد المشتركين والكثافة السكانية في كل منطقة. وأشار الوهيبي الى خدمة التجوال الدولي للانترنت التي تسمح للمشتركين بالتصفح المباشر خلال سفرهم من خلال اسم المستخدم وكلمة السر الخاصة بهما. وتُغني هذه الخدمة المشترك عن الاشتراك في خدمة الانترنت في دول يزورها لفترة قصيرة، أو البحث عن مقاهي الانترنت. وتتوافر هذه الخدمة من خلال اتفاقية مع شركة "جي أر آي سي كومنيكشين" تعطي 1100 مدخلاً الى الانترنت.