من المفارقات العجيبة الغريبة التي يحفل بها مجتمعنا السعودي احتفال جامعة الملك سعود بذكرى مرور 50 عاماً على تأسيسها، في الوقت الذي"تتمتع"فيه بذروة"التردّي"الأكاديمي والإداري! بل وتفخر على رغم كل ذلك بأن طلابها يصل عددهم إلى 67 ألف طالب وطالبة منتظمين في الدراسة! كنا وما نزال نهتم كثيراً بالمظاهر والشكليات والديكورات! أما من الداخل فيكفي أن يتميز قطاع أو جهة صغيرة في مجال أو فرع صغير، وذلك - كما يعتقد المسؤولون - سيغطي على"الفضائح"، بالتعبير الدارج! إننا ندعي التميز والتفوق في مجالات كثيرة في الحياة، كالتعليم مثلاً، مع أنني أعتقد أننا بعيدون كثيراً من ذلك التميز! انظر إلى الجامعات في أوروبا مثلاً، تجد أنها تبلغ قروناً من العمر، وتزداد رقياً وتقدماً سنة بعد سنة، أما نحن، فنقوم بتجهيز أفضل الإمكانات"المادية"من دون أدنى نظر إلى المضمون"الأكاديمي والإداري والنفسي"لتلك المنشآت. ولو ظللنا مستمرين في هذا التوجه، فلن نبلغ المجد حتى لو لعقنا الصبر، بل لن نبلغ المجد حتى لو مضغنا الصبر مضغاً! أرجو عدم اعتبار نظرتي هذه هجومية أو مبالغاً فيها، فأنا من طلبة هذه الجامعة وأواجه مصاعب إدارية وأكاديمية جمّة، على رغم أن هذه الجامعة تدعي أنها الأفضل، وأنها توفر كل سبل"الراحة"ل"أبنائها"الطلبة، كي يحصلوا على"أفضل تعليم". أتمنى أن تكون هذه المناسبة فرصة يعيد من خلالها المسؤولون عن الجامعة وعن التعليم العالي والتعليم العام النظر في السياسة الأكاديمية والإدارية لتلك القطاعات، حتى لا تصاب بالهرم لأنها تجاوزت مرحلة الشيخوخة! وائل العمري - الرياض [email protected]