فن الإدارة هو أحد أهم وأبرز الفنون التي نحتاجها في شتى مجالات الحياة، وتحديداً في الإدارات الحكومية والمؤسسات الوطنية والشركات والمنشآت على مختلف الأصعدة والمستويات الطبية والتعليمية والرياضية، إذ ارتبط في مفهومه العام بالنجاح وإقترن في جوهره ومضمونه بكل التطورات والانجازات التي تحققت، سواءً أكان ذلك داخل الوطن أم خارجه. في نادي الشباب تحديداً، تبرز إدارته المثالية ذات الأفكار والرؤى المستقبلية التي يقودها الرئيس الذهبي الأمير خالد بن سعد، الذي عاش معه الكيان الشبابي أجمل اللحظات، وذاق حلاوة الانتصارات والألقاب والبطولات في السنوات الماضية، حتى وصل إلى مصاف أشهر وأبرز الفرق السعودية والخليجية والعربية والآسيوية، مستمداً قوته وعنفوانه من الاهتمام الكبير والدعم منقطع النظير الذي لقيه وما زال يلقاه من رئيسه الفخري وقلبه النابض وباني أمجاده الحقيقية ومؤسس نهضته الفعلية الأمير خالد بن سلطان، الذي سيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الشبابيين على مر العصور والأزمان. في هذا الموسم، قدمت إدارة الشباب برئاسة الأمير خالد بن سعد، درساً مجانياً لإدارات الأندية الأخرى في الوطن العربي الكبير في كيفية التعامل مع الظروف الصعبة والمشكلات المتوالية بكل هدوء وتفكر وعقلانية، بعيداً من الانفعالية والقرارات المتسرعة الثأرية التي قد تضر الفريق الكروي ولا تنفعه وتهدمه ولا تبنيه، وذلك عندما تعرض"الليث"إلى هزة عنيفة ونكسة كروية كلفته الخروج من دوري أبطال آسيا بخسارتين من فريق أولسان الكوري الجنوبي وكانت الأولى منها أكثر إيلاماً بنتيجة كبيرة أشبه بالزلزال وصلت إلى حاجز الستة أهداف، ليعود الشباب ويخسر لقاء الاياب في الرياض بهدف وحيد من دون رد. ثارت الجماهير الشبابية، وطالبت برأس المدير الفني البرتغالي كويلهو وحملته مسؤولية ضعف الأداء الشبابي والخروج المر من الاستحقاق الآسيوي، بيد أن إدارة النادي كان لها رأي آخر بضرورة تجديد الثقة بالمدرب واعطائه فرصته كاملة لاثبات جدارته بقيادة الفريق وعدم الحكم على قدراته التدريبية من لقاء واحد أو لقاءين، خصوصاً أن الشباب افتقد في مواجهتي أولسان الكوري لأكثر من عنصر، فقال لأسباب وظروف مختلفة منها إصابات بعض اللاعبين المؤثرين أمثال زيد المولد ونشأت أكرم، وعدم قيد البعض الآخر في القائمة الآسيوية البيضاء ومن أبرزهم الغاني غودين أترام وغيرها من الأسباب والأمور الأخرى الكافية لزعزعة استقرار أي فريق كان. جاءت الهزة المؤملة الثانية لفريق الشباب بعد خروجه من الدوري الآسيوي مباشرة وهذه المرة محلياً، عندما تلقى الفريق خسارة ثقيلة وموجعة من فريق الطائي بأربعة أهداف في مقابل هدفين أشعلت البيت الشبابي، وعندها تدخل الأمير خالد بن سعد واجمع مع المدرب كويلهو اجتماع مصارحة وأكد له أن امامه فرصة أخيرة لم يكن ليحصل عليها لو كان في فريق آخر لتعديل مسار"الليث"، وإلا فإن الادارة الشبابية ستبحث عن جهاز فني جديد يستطيع قيادة الفريق إلى الانتصارات، ما جعل المدرب يشعر بخطورة الموقف ويغير قناعاته السابقة ويرسم تكتيكاً مغايراً ويستبعد الأسماء الكروية التي تراجع مستواها في نزالات الفريق، ويستعين بأسماء أخرى شابة أكدت جاهزيتها في التدريبات ومن يومها بدأت رحلة التصحيح الشبابية الناجحة في دوري الكبار. حقق الفريق الشبابي انتصاراً صعباً على فريق الخليج في الدمام بهدف من دون رد، ثم تغلب على الوحدة في الرياض بثلاثة أهداف في مقابل هدف وحيد شوهد اللقاء في ذلك المساء روعة في أداء المنظومة البيضاء، ليأتي الانتصار الثالث على فريق القادسية في الدمام بالنتيجة نفسها على الوحدة، ويواصل أبناء"الليث"رحلة انتصاراتهم ويكسبون الحزم في آخر لقاءاتهم بهدفين في مقابل هدف وحيد، ليجمع الفريق على التوالي 12 نقطة أُضيفت إلى نقاط الفيصلي الثلاث في بداية المشوار ويصبح رصيد الشباب 15 نقطة متساوياً مع الهلال في صدارة الترتيب ومتخلفاً عنه بفارق الأهداف. بعد هذه الانتصارات المتتالية الرائعة باتت الجماهير الشبابية الأكثر تمسكاً بالمدرب البرتغالي كويلهو من ذي قبل، وأصبح النقاد والمحللون والرياضيون أكثر اعجاباً بذكاء ورؤية رئيس الشباب الأمير خالد بن سعد وحكمته ورأيه السديد، الذي كسر به قاعدة الأندية المتعارف عليها في إقالات المدربين عند الخسائر ونقل من خلاله فريقه الكروي من مسلسل الهزائم إلى عالم الانتصارات، وأصبحت الفرق المنافسة الأخرى تهاب"الليث"وتخشى أنيابه، وتحسب له ألف حساب قبل مواجهته في الدوري السعودي.