بناء على التوجيهات السامية الكريمة الصادرة عن رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، برقم 10245/مب وتاريخ 17-8-1426ه، بشأن أن ما ينشر في وسائل الإعلام عن بعض الجهات الحكومية، وما تقدمه من خدمات للمواطنين يفتقر إلى الدقة والموضوعية والمنهجية العلمية في الطرح، ويميل البعض فيه إلى التعميم وعدم التحقق من المعلومات الصحيحة من مصادرها الأصلية، وتوجيهه، حفظه الله، بالرد على ما ينشر من مغالطات أو غيره لإيضاح الحقائق. ونحن في جهاز المرور الذي ينطلق في تعاملاته، بعد توفيق الله وعونه، من ثوابت وقناعات راسخة أساسها مرجعية النظام، لا نقبل أن يكون هناك تجاوز أو تعد على حقوق الآخرين، أو تمايز في المعاملة، مع إدراكنا أن وسائل الإعلام بشتى أنواعها تمثل منبراً مهماً لنشر الوعي بشكل عام إلى شرائح المجتمع كافة، ومنها ما يكتب في الصحف اليومية عن دور المرور كإحدى الجهات التي تقوم على خدمة هذا المجتمع في تسهيل تحرك أفراده من وإلى مقاصدهم، بكل يسر وسهولة، وأهم من ذلك المحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم بعد عناية الله تعالى. ونحن رجال المرور جندنا لخدمة هذا الوطن الغالي وأبنائه، ولا نتجاهل دور الصحافة وما تمثله من أهمية قصوى في إظهار دور رجل المرور وما يقدمه من خدمات، سواء للمواطن أم المقيم على حد سواء. وبعد الاطلاع على مقال الكاتب عبدالعزيز السويد المنشور في صحيفة"الحياة"العدد 15682 ليوم الأحد الموافق 12-2-1427ه، وكذلك العدد 15683 ليوم الاثنين 13-2-1427ه، تحت عنوان"إحياء الكرامة"، وما يؤسفني أن ما تم نشره يخالف الواقع تماماً ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهنا أود أن أوضح الآتي: 1- إن ما قام به المهندس زكي فارسي لا يتعدى مخالفة مرورية وهي تجاوز السرعة المسموح بها 155 كلم/ساعة والتي رصدت من رادار ضبط السرعة لدورية المرور المكلفة بهذه المهمة من ضمن عدد من قائدي المركبات الآخرين، الذين تم رصدهم متجاوزين السرعة القانونية، وتم تطبيق النظام في حقهم جميعاً، من دون أي استثناء، ولم يكن مستهدفاً لشخصه، كما ذكر، ولم يكتب على ورقة حجزه بأمرنا إطلاقاً، علماً بأن عملية ضبط مخالفة السرعة تتم بواسطة دورية تحمل الرادار وتقوم بتمرير بلاغ السيارة المخالفة لدورية أخرى تكون أمامها بمسافة كافية. 2- ما أشير له من أن هنالك سيارة أخرى مشابهة لمركبته قد تكون هي المقصودة، فقد تم ضبط سرعة هذه السيارة قبل ضبط سرعة سيارة المذكور بفترة زمنية لا تقل عن خمس دقائق، والتي رآها واقفة ضمن السيارات التي تم استيقافها بمخالفة تجاوز السرعة المحددة قبل وصوله، وتم تطبيق النظام بحق قائدها أيضاً. 3- لم يتقدم المذكور بأي اعتراض على المخالفة المرورية التي حررت بحقه لهيئة الجزاءات للفصل في المخالفات المرورية في إدارة محافظة جدة، والتي تحفظ حق السائق عند اعتراضه على المخالفة المرورية. 4- ما يخص مبنى توقيف المرور، أود أن أوضح لكم بأنه مجهز بالفرش الأساسي الذي يحفظ كرامة الإنسان، مثل فرش الأرضيات بالموكيت وأسرة للنوم مع المحافظة على النظافة على مدار الساعة، وتوفير الوجبات الثلاث الأساسية، مع السماح لهم باستخدام الهاتف للاتصال بذويهم، وأما بخصوص وجود عدد"40"موقوفاً في غرفة واحدة، فإنه تصادف ذلك مع إعادة فرش وتجهيز ونظافة بعض الغرف الأخرى للتوقيف، والأمر في حد ذاته لا يتجاوز"30"دقيقة، إذ تمت إعادتهم إلى بقية الغرف، ولا يتجاوز عدد الموقوفين في كل غرفة"15"موقوفاً فقط. 5- لعلكم تتفقون معنا أن ضحايا حوادث المرور من وفيات وإصابات ناتجة من انتهاكات صارخة لآداب وقواعد وأنظمة المرور من مستخدمي الطريق كافة، والذين هم بلا شك يمثلون مختلف شرائح المجتمع، وأننا مطالبون ومسؤولون أمام الله عز وجل أولاً ثم ولاة الأمر والرأي العام بالتعامل بكل جدية وحزم لوقف هذا الهدر البشري والاقتصادي، ونؤكد في هذا المقام انه ليس في هذا الجهاز من ينطلق لأداء هذه المسؤوليات من معايير شخصية أو فردية أو مزاجية، فهناك أنظمة وتعليمات نعمل بموجبها، ونؤكد على مرجعية النظام فيها، كما نعول على احترام الجميع لهذه الأنظمة من دون استثناء. ولا يخفى على سعادتكم أن من أكبر الأسباب الرئيسة في وقوع الحوادث المرورية هي مخالفة تجاوز السرعة، فقد كانت خسائر هذه الحوادث المرورية في محافظة جدة لعام 1426ه، عدد 597 متوفياً وعدد 4976 مصاباً وعدد 67857 حادثة تلفيات، إلى جانب الأضرار النفسية والاجتماعية لأطراف هذه الحوادث. وعلى رغم ضبط دوريات المرور على مدار العام نفسه 1426ه، بلغ عدد المخالفات 2364765 مخالفة مرورية منها عدد 285111 مخالفة تجاوز السرعة المسموح بها قانونياً، ولا يزال ارتفاع الخسائر يزداد من عام إلى عام، وعند تطبيق استراتيجية ضبط مخالفي السرعة لهذا العام، الذي أدرج إيقاف المخالف من ضمن إجراءات تطبيق العقوبة، اتضح لنا المؤشر الإيجابي بانخفاض معدل وقوع الحوادث، وتبين أن نسبة الفرق بين شهر محرم عام 1426ه وشهر محرم عام 1427ه انخفضت في عدد المتوفين الذي بلغ 11 متوفياً، وعدد المصابين في الفترة نفسها انخفضت إلى 50 مصاباً، وكذلك انخفاض عدد حوادث التلفيات إلى 286 حادثة، وهذا مؤشر إيجابي يعطينا دافعاً قوياً للاستمرار في القيام بهذه الحملات، والحرص على تطبيق النظام، والتصدي لمرتكبي مخالفة تجاوز السرعة، والحد من تهورهم بكل حزم من دون استثناءات أو مجاملات لأحد، رغبة في الوصول للحد من الحوادث وانخفاض معدلات الإصابات والوفيات. وهنا لا يفوتني أن أطلب من كتاب صحفنا الأعزاء التكرم بأن يقفوا إلى جانبنا في هذه الحملات وإبراز دورها الإيجابي، لأنه كما تعلمون المصلحة في ذلك مشتركة، والهدف واحد وهو الوقوف صفاً واحداً في خدمة هذا الوطن وأبنائه. أرجو أن أكون قد أوضحت لكم الصورة، شاكرين لكم طيب اهتمامكم، وتقبلوا تحياتي. عقيد/ محمد القحطاني مدير مرور محافظة جدة