أسفرت جهود مشائخ يام، يوم أمس يرافقهم نحو ثلاثة آلاف شخص، في الحصول على عفو عن قاتل ابن عمه في نجران قبل نحو أكثر من عامين، وفي التفاصيل اجتمع المشايخ واتجهوا في الصباح الباكر أمس إلى منزل والد القتيل، وتحدث كبار القادمين إلى ذوي المتوفى طالبين العفو والتنازل عن القاتل مهدي ناصر آل زمانان، وما هي إلا بضع دقائق حتى أعلن والد القتيل محمد صال آل زمانان عن تنازله وعفوه عن ابن أخيه القاتل لوجه الله، من دون ان يطلب أي مبالغ مادية أو تعويض عن التنازل. وكان الجاني أطلق النار على ابن عمه فاراده قتيلاً في الحال، وألقي القبض عليه وأودع السجن انتظاراً لتنفيذ عقوبة القصاص بحقه، لكن عمه عفا عنه أمس، وتعد هذه الحادثة من الحوادث النادرة التي تتم من دون ان تتم خلالها المطالبة بديات أو تعويض مالي يصل في بعض الأحيان إلى ملايين الريالات. وسيتم خلال اليومين القادمين توقيع التنازل رسمياً من والد القتيل لدى الجهات الأمنية. من جانبه، قال والد القتيل محمد صالح آل زمانان انه عفا عن ابن أخيه لوجه الله تعالى، على رغم المصيبة والفاجعة التي حلت به واسرته من قيام ابن أخيه بقتل ابنه من دون ان يكون هناك سبب يستدعي قيامه بذلك"ولكني آثرت الأجر والمثوبة من الله تعالى وعفوت عند المقدرة"، مقدراً في الوقت نفسه الجمع الهائل من أبناء القبائل في نجران، الذين اتوا طامعين في العفو.