لا شك في أن السوق تعافت بعدما شهدت تخبطات، نتيجة إدراك المسؤولين في"هيئة السوق المالية"بعض الأخطاء، ما أدى الى دخول السوق مرحلة"جيدة"، واستمرت عاماً كاملاً تسجل ارتفاعات متتالية، أسهمت في بث روح"معنوية"و"متفائلة"في الأوساط الاقتصادية. وأسهم هذا أيضاً في إدراج عدد من الشركات في السوق. وتوجهت أعداد كبيرة أخرى لتتحول الى مساهمة، وتأسيس شركات جديدة لتلحق بالركب، وتشارك في الطفرة الاقتصادية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أدخل بلاده عهداً زاهراً، وأنهى أهم الملفات تعقيداً وهو انضمام السعودية الى"منظمة التجارة العالمية". وعقب أحداث ال11من ستبمبر2001، ونتيجة تضييق الخناق على الأموال السعودية في الخارج، عادت إلى أرض الوطن ودخلت سوق العقار، لتحدث طفرة فيها، وتحولت هذه الأموال نتيجة ارتفاع أسعار النفط إلى سوق الأسهم وحركت المجتمع اقتصادياً، وبدأت السوق تستقبل أعداداً كبيرة من المواطنين يجهلون هذه السوق، وبدأوا يجنون فوائدها، ودخل الجميع فيها، وانفتحت المصارف وبدأت تقدم القروض للمواطنين الراغبين في الاستثمار في سوق الأسهم، وفعلاً ظهرت آثار الانتعاش الاقتصادي على شريحة كبيرة من المواطنين، وتلاشت قضايا كانت تؤرق المواطنين، منها كثرة الديون وقلة الفرص الاستثمارية. وبدأ"الخير"كما يصفه السعوديون يعم الجميع، من جراء المتاجرة في الأسهم أو الاكتتاب في الشركات الجديدة، وتقلصت شكاوى المواطنين من الفقر. ولكن المواطنين الذين التقتهم"الحياة"أمس في عدد من الصالات، كانوا"خائفين"مما يحدث للسوق، نتيجة العودة بحسب زعمهم للتخبط من جديد. وبدا محمد السيف متداول في السوق غاضباً، وقال:"لا يمكن أن يصدق ما يحدث في السوق، وصلتني رسائل على جوالي ولم أصدقها لأنني متأكد أن المعنيين حريصون على صغار المستثمرين". ويروي ل"الحياة"قصة دخوله السوق، بأنه عندما سمع عن تحقيق الكثيرين مكاسب كبيرة من السوق، باع منزله بمبلغ 600 ألف ريال، ليبدأ مشواره في الأسهم بمكسب بسيط، ثم خسر، ثم استقرت به الحال وحقق مكاسب متباينة، وهو يعي أن"السوق ربح وخسارة". لكنه لم يُخف أنه"خائف من التحول المفاجئ في السوق، وأن يلحقها ما لحق بالسوق الإماراتية". وأكد أنه عرض أسهمه للبيع على مدى يومين متتاليين"لكنها لم تبع". ويرى أن"سبب ذلك انتشار الخوف في أوساط المتداولين، بعد تسرب أنباء عن إحجام صناع السوق عن الشراء حتى تتضح سياسة السوق الجديدة، وما زالت إشاعات لم تُنفَ أو تُؤكد، وبعضها يعتبر من المبالغات غير المنطقية، أما أسباب هبوط الأسهم فلا تزال مجهولة، وربما تكون فنية بحتة". من جهة أخرى، قال ملفي عبيد العنزي إنه خسر خلال الأيام الأربعة الماضية قرابة 200 الف ريال، إلا أنه امتنع عن البيع حتى يظهر ما يفيد، وحينها سيتخذ القرار المناسب، واكتفى بقوله:"ما جمعناه في سنة أخذه الغراب وطار". وطالب سعود المطيري وهو متداول"متعلق"كما يصفه رفاقه في إحدى صالات الأسهم، ب"ضرورة أن يتم الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لنزول السوق، حتى يتخذ المتداولون القرار المناسب"، مشيراً إلى أن"البعض أصبحوا عرضة للإشاعات التي بعضها مطمئن وبعضها يزيد من وتيرة الرعب والمخاوف".