في ظل تدهور سوق الأسهم السعودية وتعرضها لخسائر متتالية، وما نتج عن ذلك من تعرض عدد كبير من المواطنين في المملكة لخسائر مالية طائلة ممن دخلوا في معمعة سوق الأسهم، أتجه البعض منهم الى محاولة تعويض خسائره المادية بطرق أخرى تكون فيها فرص الربح في أعلى مستوى ممكن. وفي مدينة حائل، عادت الحياة من جديد الى حظائر المواشي وبدأت تجارة الأغنام تنتعش ويزداد الإقبال عليها بكثرة، بعد فترة من الركود بسبب ما تعرضت له من الهجران الذي كان نتيجة طبيعية لإغراءات الربح السريع الذي مرت به سوق الأسهم السعودية قبل نكسة شباط فبراير الماضي. علي المليفي يرى أن إقبال بعض المواطنين على المتاجرة بالأغنام، يعود الى وجود قناعة كبيرة لدى الكثيرين بعدم جدوى التجارة في الأسهم، في ظل توالي الانهيارات عليها، ومن الأفضل البحث عن بديل ولا أفضل من البيع والشراء في الأغنام فليست هناك أغنام خسرانة ولا جود لصناع المضاربة والمتلاعبين في عروض البيع والشراء، كل ما هناك"باعة"يبحثون عن الرزق بطرق شرعية لا تسبب الأضرار للآخرين. خلف السرور يؤكد أن تجارة الأغنام ليست بالأمر الجديد، إذ إنها تجارة قديمة ومنتشرة على نطاق واسع بين سكان البادية، حتى أن البعض يطلق عليها اسم"سوق المكاسب"التي لا تعرف الخسارة مطلقاً. وفي الوقت الحالي، دخل أهالي المدينة في المنافسة، فأصبحوا يتاجرون بها ويستقدمون لها عمالة أجنبية مدربة"رعاة"، ويؤمنون لها أعلافاً طبيعية وعلى جودة عالية بمبالغ مرتفعة. أحد التجار الجدد في سوق المواشي سالم سعود المطلق يقول إنه دخل السوق مع شريك آخر وهو ابن عمه، إذ إنهما دخلا هذه السوق عن قناعة جيدة. ويضيف:"المطمئن أن مؤشر سوق الأغنام لا تعرف اللون الأحمر وأنا وقريبي دخلنا في شراكة في الأسهم وخسرنا أكثر من 130 ألفاً، ونحن الآن ندخل بشراكة جديدة ولكن هذا المرة في سوق الأغنام، وجميعنا واثقون بأننا قادرون على تعويض بعض مما خسرناه في الأسهم هنا". متداول آخر من المتداولين في سوق الأسهم سابقاً يدعى صياح الحربي، خرج من الأسهم بخسائر تجاوزت 200 ألف ريال، وهو الآن يبدي ندمه البالغ على دخوله سوق الأسهم. ويقول:"تعب سنوات طويلة من الكدح والعمل والجهد في تربية الأغنام وبيعها"طار مع الريح"وخسرت كل ما أملك من أموالي في سوق الأسهم، واضطررت إلى أن أستلف مبلغاً مادياً من أحد الأقارب، لأن الحنين عاودني للمتاجرة في الغنم في محاولة الى تعويض خسائر الأسهم من خلال الغنم". ويضيف بقوله:"لا يخفى على أحد أن التجارة في الأغنام فيها خير وبركة وبعيدة كل البعد عن الشبهات من جانب الحلال والحرام". وحول أكثر الأنواع رواجاً في سوق الأغنام التي تشهد إقبالاً على الشراء من المواطنين، قال تاجر الأغنام زايد العنزي إنه بحكم عادات وتقاليد أهالي حائل الذين يشتهرون بإكرام الضيف، فطلب الشراء على الذبائح مستمر طوال العام ولا ينقطع، ويتركز الطلب في هذا الجانب على ما يسمى ب"النجدي"الذي يمتاز بكثرة شحمه ولحمه وسعره.