بدأ المستثمرون السعوديون، مع بداية السنة المالية الجديدة للشركات المساهمة السعودية، مرحلة جديدة من إعادة النظر في الطريقة"الصحيحة"لمجيرات السوق والنمو، في شكل يتناسب مع نمو الشركات والسوق، خلافاً لما حصل في عام 2005. وعلى رغم أن السوق حققت العام الماضي، نتائج جيدة وقفزات تاريخية لناحية الأسعار، ليس على صعيد السوق السعودي فحسب، بل على مستوى الأسواق العربية، فإن هذا النمو استفاد منه من يملك أدوات مضاربة ذات تقنية عالية ومهارات فنية. والذين حددوا هدفاً من بداية العام حتى نهايته، خرجوا وحدهم ب"نصيب الأسد"من السوق، وبقي المضاربون الآخرون من دون تحقيق نتائج تتواكب مع هذه القفزات"السعرية"التي قد لا تتكرر بالقوة نفسها التي حققتها العام الفائت. وقال المتشار المالي في شركة للتنمية والاسثتمار علي الجعفري ل"الحياة"إن"من اتبع أسلوب الاستثمار طويل الأجل استطاع أن يواكب نمو السوق ويحقق نتائج كبيرة"، مشيراً إلى"أنه خلال العام الماضي لم يتأثر بجميع الهفوات التي حدثت لبعض الشركات والسوق من إشاعات وخلافه". وأشار إلى أن"المضارب البسيط بقي معلقاً بين الربح والخسارة، إذ سيطرت عليه"توصيات"غير دقيقة، كانت في الغالب إشاعات يطلقها صناع السوق لتوجيه السيولة نحو شركة معينة". وعن المرحلة المقبلة، قال:"يجب على المستثمر أن يدرس بعناية القوائم المالية للشركات، واستراتيجياتها المعلنة في وقت سابق والتركيز على مجالس إدارات الشركات ومعرفة النتائج التي تم تحقيقها على يد رؤساء تلك الشركات"، معتبراً أن"هذه الطريقة السليمة للمستثمر التي تضمن له نتائج واقعية ولا تخضع لإشاعة". وعن الركود الذي تشهده السوق في بداية 2006، قال إن"كثيراً من الشركات سبقت أسعارها مكررات الأرباح المنطقية"، مؤكداً أن"ذلك لا يعني أن الفترة المقبلة لن تشهد مرحلة صعود". وشدد على ان"ذلك سيخضع لمتغيرات جديدة، منها تحول كثير من الشركات المتعثرة في السابق إلى شركات رابحة". ورأى أن"كثيراً من الشركات غيرت من استراتيجيتها وعالجت مَوَاطِنَ الخلل، ومنها شركات تحرك مؤشرها بأكثر من 285 في المئة". وقال الجعفري إن"اللافت في العام الماضي أن كثيراً من الجمعيات العمومية، سواء العادية أم غير العادية تؤجل بسبب مقاطعة المستثمرين لها، من دون أن يعوا أهميتها وقدرتهم في التحكم في اتخاذ بعض القرارات". وطالب"هيئة سوق المال"ب"ضرورة إجبار الشركات بنشر معلومات دقيقة تحمل أرقاماً حقيقة لاستراتيجيات ومشاريع مقبلة في بداية السنة، بدلاً من نشر الأخبار مفرقة على أيام السنة". وأكد أحد المتداولين في صالات الأسهم السعودية ظافر الشيباني أن طريقته في المرحلة ستتغير وستركز على أسماء رؤساء شركات حققوا نتائج إجابية لشركاتهم، مستبعداً أن يكون تركيزه على نشاط الشركة. وأشار الى أن الأشخاص الذين فضلوا الاستثمار في شركاتهم، حقق معهم خلال الفترة السابقة نتائج"مرضية"وعوض معهم كثيراً من الخسائر . وأشاد بدور هيئة سوق المال وقدرتها على تماسك السوق، مؤكداً أن الهيئة خلال العام الماضي"استطاعت أن تمنع كثيراً من أساليب الغش والتدليس التي كانت تمارس في الماضي". واعتبر عدد من المراقبين زيادة رؤوس الأموال والإشاعات التي صحبتها، أسهمتا في بلوغ أسهم شركات هذه الأسعار، معتبرين أن"الخيار الوحيد أمام هيئة سوق المال هو تجزئة الأسهم وتغيير القيمة الأسمية للأسهم وزيادة عدد الشركات المدرجة في السوق حتى تواجه حجم السيولة الكبيرة والتي تسهم في الحد من المضاربات على الشركات، خصوصاً ذات الأسهم القليلة".