افتتح نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، ونائب اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبدالله، مساء أمس في قاعة الملك فيصل للمحاضرات، في حضور وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني، برنامج النشاط الثقافي للدورة الجديدة من مهرجان"الجنادرية"ال21. ودعا وكيل الحرس الوطني الدكتور عبدالرحمن السبيت في كلمة المهرجان إلى تدارس مشكلات الأمة العربية والإسلامية كترجمة لموضوع المهرجان الرئيس"وحدة الأمة العربية والإسلامية: رؤية مستقبلية"، في ظل الثورات المتتابعة في المعلومات والاتصالات. وأضاف أن الفكر الإسلامي يكتب في كل أنحاء العالم،"رؤى وإبداعات واجتهادات في كل موضوع يخطر على البال، وتزخر الشبكة العنكبوتية بكل الإضافات التي قدمها المسلمون، من خلال هذه الوسيلة الاتصالية الجديدة، حتى رأى بعض الباحثين أن هناك حكومة إسلامية إلكترونية أو أمة في الواقع الافتراضي، يتواصل فيها المسلمون من كل الجنسيات والأعراق، ويتحاورون في كل ما يهمهم". وتساءل السبيت:"هل لنا أن نقول إن الثقافة والعلم سبقت السياسة إلى توحيد الأمة؟"لعل مثالاً واحداً يشير للأزمة الكبيرة التي تواجه الحضارة الإنسانية التي يقودها الغرب والحضارة الإسلامية، وذلك لأننا لا نستطيع أن نفهم ذلك التطاول السفيه على شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ما لم نضع تلك التصرفات المشينة في إطار الأزمة العامة في الحضارة". وطالب السبيت في نهاية كلمته مفكري وقادة الدول الإسلامية بالتصدي لما سماه"الواجبات الثقيلة التي لا بد منها"، بدلاً من الاستمرار في مسلسل النقد والتقويم والإسهاب في شرح المظالم والمطالب. واعتبر الدكتور حقار احمد في كلمته التي ألقاها نيابة عن ضيوف المهرجان، أن مظاهر ضعف الأمة العربية والإسلامية لا تمكنها من العيش في عالم لا مكان ولا تأثير فيه إلا لمن يملك قوة رادعة يحسب لها الحساب. وأضاف"لا خروج من هذه الحالة إلا بالرجوع لمحتويات عنوان المهرجان هذا العام، والبدء بوضع الترتيبات اللازمة لتجسيدها على أرض الواقع، وإذا كان الناس يعبرون عن إعجابهم الشديد بتجربة اتحاد الأمم الأوروبية وتوحيد أوروبا عام 2004، فإن مقومات وحدة الأمة والعربية والإسلامية أكبر وأوضح من مقومات الاتحاد الأوروبي، والأمر ليس صعباً إذا أدركنا خطورة الموقف ودقة الظرف وبذلنا جهدنا لتجاوز الخلافات الضيقة إلى إطار الأممية العربية والإسلامية". حبيبتي ... هذه الأرض وكان الشاعر إبراهيم صعابي ألقى قصيدة الافتتاح بعنوان"حبيبتي... هذه الأرض"، ومنها: "وجه النهار على كفيك يبتهل/ وعاشق في مدى عينيك يغتسل/ حبيبتي قد طواني العشق في سفري/ فجئت أحمل أفراحي وانتقل/ إني نسيت فؤادي عند فاتنة/ في القلب تسكن في الأحداق تكتحل/ وجئت يسبقني شوقي بفيصل هوى/ يضمني فاعذريني انني ثمل/ حبيبتي أنت كل الوجد أسكبه/ أما ترين لهيب الشوق يشتعل؟/ ردي إلي بقايا العمر ان دمي/ يهفو إليك وقد أسري به الأمل/ ردي له خافقاً يهواك رابية/ البحر في دمه والسهل والجبل/ أما قرأت ? فدتك النفس ? في رئتي/ مشاعر الحب لا زيف ولا خجل/ عبدالعزيز ويكفي الشعر مكرمة/ عطر اسمه فبه كم يضرب المثل/ له بذاكرة التاريخ ملحمة/ له بكل فؤاد نابض نزل/ إنا على خطوه الميمون يجمعنا/ دين قويم به الإنسان يكتمل/ كل الجهات شروق ليس يحجبه/ غيم المريبين عن أضوائها غفلوا/ فرصت مأوي الفتي من كل جائحة/ يأوي لصدرك ان ضاقت بك السبل/ في وجهه شامة التاريخ مورقة/ عيناك تغرفه والمجد والطلل/ ويزهر الخير في الآفاق أشرعه/ وفي رؤاك بحبل الحق نتصل/ تنفس الصبح من أحداق ملهمتي/ للعالمين بما جاءت به الرسل/ فاختارها الله دون الأرض قاطبة/ في الخافقين لأمر الله تمتثل/ لدعوة المصطفى في خير مرحمةٍ/ فالفجر مبتهج والليل مرتحل/ يا قادة الكفر من أزرى بأمتنا/ غير المضلين في أفكارهم شلل/ ما ضر لو قرأوا النورين في شغف/ لكنهم عن حياة الروح قد شغلوا/ إنا التقينا على التوحيد لا أحد/ في الكون يعبد إلا الله... لا مثل/ واليوم نبصر في أعضائنا شتتا/ فهل نعيد بناء هده البلل؟/ يا قادة الفكر إنا بعض أضلعكم/ فمرروا الماء في الأضلاع وابتهلوا/ لا تشتروا عرض الدنيا بباقية/ هي النعيم تناهت عندها الجمل/ حبيبتي هي نبض الضاد في لغتي/ يرنو لها السحر في دل وينشغل/ حبيبتي في الشمال الحر قامتها/ وفي الجنوب كساها الغيم والوشل/ وفي هوى الساحل الشرقي لفتتها/ ببردة الساحل الغربي تشتمل/ وعطرها من ربا جازان تحمله/ جدائل الفل تكسو جيدها الحلل/ قوامها من صبا نجد رشاقته/ ومن جدائلها الأهداب والمقل/ بأرض أبها تجلى شكل وجنتها/ حتى تشابه فيها الخد والعسل"