أوقفت امارة منطقة عسير ظهر أمس رئيس مجلس إدارة شركة رزق العالمية المستثمر معجب آل فرحان، تمهيداً لإحالته إلى السجن العام في أبها، لعدم وفائه بالالتزام الذي قطعه على نفسه، بتسليم المساهمين أموالهم. ورفضت إمارة عسير طلب آل فرحان بإعطائه مهلة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، على رغم أنه أكد أنه ينتظر حوالة بمبلغ مالي كبير تمكنه من البدء في صرف حقوق المساهمين. وكان آل فرحان تعهد في السابق بصرف رؤوس أموال المستثمرين أكثر من ست مرات ولم يف بوعوده. وتقدر الأموال المطلوب منه ردها بنحو 1,6 بليون ريال سعودي. وتجمع نحو 380 مساهماً عند قصر السلام للأفراح الواقع على الحزام الدائري في أبها الذي حدد كموقع لصرف مستحقاتهم، منذ الساعة السابعة من صباح أمس، وبعد ما تأخر آل فرحان ووسطاؤه في الحضور، اتجهوا إلى ساحة البحار أمام مبنى امارة عسير، مطالبين باسترجاع حقوقهم. وكان معجب آل فرحان وصل إلى أبها قادماً من جدة مساء أول من أمس. وتوقع مصدر في امارة منطقة عسير فضل عدم ذكر اسمه إطلاق سراح آل فرحان في أي لحظة في حال التزامه بصرف رؤوس أموال المساهمين. من جانب آخر، كشف مصدر موثوق أن إمارة عسير أمرت بالقبض على مشغل الأموال سلطان الزهراني، وتعقب أهم الوسطاء الذي يعملون معه، إضافة إلى استدعاء 17 مشغل أموال وأخذ التعهدات والإجراءات النظامية كافة معهم لمنع هروبهم خارج البلاد. ووسط هذه الأحداث، بدأ عدد من المحامين والمستشارين القانونيين في عسير، جمع وكالات بالعشرات ضد هؤلاء المستثمرين، لرفع قضايا ضدهم لاسترجاع أموال المساهمين التي تقدر ببلايين الريالات. وتجري إمارة عسير حالياً التحقيق مع مشغلي الأموال، ويتوقع أن تحاسب جميع المخالفين للوقوف على هذه الظاهرة التي انتشرت في المنطقة. ... وظهور مستثمرين جدد جمعوا 4 بلايين ريال انكشف أمس في عسير تورط مستثمرين جدد في جمع الأموال، وتجاوز ما جمعه مستثمران هما أحمد درع وشركة آفاق العالمية غير المرخصة التي يرأسها صالح ظافر البكري، نحو أربعة بلايين ريال سعودي. وظهرت في المسقي شرق عسير قضية المستثمر أحمد درع الذي استطاع جمع بليوني ريال سعودي، بعد أن تعرض مكتبه الواقع في الفرعاء 53 كيلو متراً عن أبها، إلى سطو مسلح أتلفت على أثره جميع محتويات المكتب، ولا تزال التحقيقات جارية في ملابسات الحادثة. وكان ابن درع يوزع على المساهمين لديه البالغ عددهم أربعة ألف مساهم، أرباحاً تتراوح بين 10 في المئة إلى 30 في المئة، ولكنه منذ ما يقارب ستة أشهر لم يعد يوزع أي أرباح بحجة أن التوزيع أصبح كل ثلاثة أشهر. ووعد المساهمين لديه بإعادة رأس المال، ولكن ذلك لم يحدث في ظل احتفائه عن أعين المساهمين. أما شركة آفاق العالمية غير المرخصة التي يرأسها صالح ظافر البكري ويديرها صحافي تحتفظ"الحياة"باسمه، مهددة برفع عدد من وجهاء منطقة عسير دعوى حسبة قضائية ضدها بعد تمكنت من جمع نحو1.4 بليون ريال منذ سنتين. وأكد أحد العاملين في الشركة رفض ذكر اسمه أن الشركة غير مرخصة ومخالفة لأنظمة سوق المال، وفتحت لها تسعة فروع على مستوى السعودية. وأوضح مصدر في هيئة سوق المال فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة": أن العقاب يصل إلى السجن لمدة تسعة أشهر وغرامة مالية تقرها الهيئة، إذا ثبت أن الشركة تعمل من دون تصريح، لافتاً إلى أن هذه الشركات المخالفة تستقطب نحو 50 في المئة من حركة تدوير الأموال في الأسهم السعودية. يذكر أن عدداً من موظفي المصارف وقع ضحية لهؤلاء المستثمرين أثر مساعدتهم بطريقة غير نظامية.