وصف عدد من ساكني الصنادق الخشبية شرق خط الشمال الدولي الذي يخترق محافظة طريف، فضلوا عدم ذكر أسمائهم أوضاعهم المعيشية والحياتية بالمأسوية، بعد أن فشلوا في الحصول على الجنسية السعودية على رغم مطالبتهم المستمرة بها. واشتكوا من عدم منحهم الهوية الوطنية، مع أن لهم معاملات متعثرة منذ سنوات، مؤكدين أنهم ينتسبون إلى قبائل سعودية معروفة، وأبناء عمومتهم يتمتعون بحقوقهم كافة. وأشاروا إلى أن تعثر أوراقهم جعلهم يعيشون أوضاعاً مادية متردية ويلجأون إلى العيش في"صنادق متهالكة"لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وتجعلهم ضحية للأمطار في الخريف. ويعاني أبناء البدون حرمانهم من التعليم الجامعي، إذ يتوقف تعليمهم عند المراحل الأولية، فلا يستطيعون الانضمام إلى أي جامعة سعودية لأنهم لا يحملون أي وثيقة تتيح لهم التعليم العالي. وأكدوا أن التسريع في منحهم كامل حقوقهم في المواطنة السعودية سينهي معاناتهم هم وأبناؤهم الذين ولدوا على هذه الأرض وتشربوا بحب هذا الوطن، مطالبين بإيجاد حل موقت لأبنائهم حتى يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات السعودية. وأوضح عدد من المتضررين أن أبناءهم يتمكنون من الدراسة في المراحل الأولية من خلال أوراق موقتة يحصلون عليها من خلال المراكز التي يتبعون لها، لافتين إلى معاناتهم مع الأوراق الموقتة متجددة كل سنة دراسية عندما يكون لديهم أبناء في سن الدراسة. وأشار عدد منهم إلى أن بناتهم يحرمن من الزواج لعدم وجود هويات وطنية، تمكن عاقدي الأنكحة من إنهاء أوراق الزواج المعتادة، وأن ظاهرة العنوسة مستشرية في أوساطهم، ولم يجدوا لها حلاً حتى الآن، وهم عاجزون عن إيجاد حل لهن، ويعيشون قلقاً شديداً على مستقبلهن. ولم يخفوا رغبتهم الملحة في تكوين لجان من الجهات ذات العلاقة للوقوف على أوضاعهم، وإيجاد حلول عاجلة لمعاناتهم المعيشية، وخصوصاً أطفالهم الذين من حقهم أن يتمتعوا بحياة كريمة مثل أشقائهم السعوديين، مبدين جهلهم الأسباب التي تمنعهم من الحصول على الجنسية السعودية، على رغم أنهم انهوا الإجراءات النظامية كافة بهذا الشأن. وحول دور الجمعية الوطنية لحقول الإنسان في حل قضيتهم، أشاروا إلى أنهم لم يروا حتى الآن إجراءات حاسمة من الجمعية، على رغم أن عدداً منهم لجأ إليها ولكن لا تزال أوراقهم متعثرة، ولهذا لا يرون فائدة من مراجعة الجمعية، إضافة إلى أنهم لا يملكون أي إمكانات تتيح لهم التواصل معها. وأكدوا أن الجمعية لم تزرهم في مناطقهم الفقيرة، مطالباً بالوقوف على واقعهم وتقويم أوضاعهم والتحرك لحلها. من جانبه، نفى أحد شيوخ القبائل فضل عدم ذكر اسمه وجود أي ابتزاز من شيوخ القبائل لحاملي بطاقات النازحين ولمن لا يحملون الجنسية السعودية من أفراد القبائل، لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية مثل جمع المال وخلافه، واصفاً تلك الشائعات بأنها مغرضة وتحاول النيل من شيوخ القبائل. وقال إن ساكني الصنادق جنوب طريف ممن"لا يملكون الجنسية"لا يتجاوز عددهم 200 شخص، وإنهم انهوا كل الإجراءات الخاصة بمنحهم الجنسية، ولا تزال معاملاتهم تحت الإجراء اللازم. وأضاف أن من ضمن ما يعانيه القاطنون في الصنادق أن أبناءهم لا يمكنهم مواصلة دراستهم بعد الثانوية لعدم حيازتهم أي أوراق تثبت أنهم سعوديون، على رغم أن بينهم موهوبين في نواح عدة ما يحتم على الابن البقاء في المنزل، وبالتالي الوقوع في فخ الفراغ أو القبول بأي عمل مهما كان الراتب. وأبدى شيخ القبيلة أمله في أن يتم الإسراع في إنهاء إجراءات منح الجنسية لأفراد قبيلته وبقية القبائل الأخرى، مؤكداً"أنهم لم يعرفوا وطناً غير السعودية، ويطمعون في أن يؤدوا المهام والأدوار المناطة بهم في المسيرة التنموية لهذا البلد، وان يشاركوا فيها، وان يمنح أبناؤهم الفرص للعمل واثبات الوجود ومواصلة الدراسة الجامعية". لم يقف مع"البدون"في محنتهم سوى الجمعية الخيرية في طريف، التي تكفلت بإعالة الأسر كافة التي تسكن في"الصنادق"، وتقدم لهم المساعدات العينية من ملابس ومواد غذائية وأغطية وإعانات مادية بصفة دورية. وأنشأت الجمعية عدداً من المساجد في محيط الصنادق، كما يجري توزيع الفائض من ولائم المناسبات في طريف عليهم ويشمل التوزيع حتى صنادق"الصلبة"الواقعة شرق طريف بحوالى 15 كيلومتراً، والذين لا تقل أحوالهم المعيشية سوءاً عن الصنادق الجنوبية. يذكر ساكني الصنادق في طريف يزيد عددهم عن 400 أسرة، وهذا يشمل كل الصنادق التي تقع جنوب وشرق طريف.