بعد أن كان الصيد مصدر الرزق الوحيد لأهالي جدة قبل عشرات السنين، أصبح اليوم مجرد هواية يمارسها أبناء جدة وعشاق البحر. ويمثل المقيمون من أبناء الجاليات الأجنبية في جدة النسبة الأعلى من قاصدي البحر بغرض الصيد والاستمتاع به. "السقالة"و"شرم أبحر"أبرز موقعين يتواجد فيهما هواة الصيد في جدة، وتعتبر السقالة المكان المفضل للكثير من الشبان السعوديين المغرمين بهذه الهواية، فيما يفضّل الوافدون من جنسيات مختلفة الصيد على أرصفة كورنيش شرم أبحر، وتشكل الجنسية الفيليبينية النسبة الأكبر من الصيادين. ويحرص الصيادون على نصب"سنانيرهم"منذ الصباح الباكر وعند العصر إذ في هذه الأوقات تكون الأجواء لطيفة إضافة إلى وضوح الرؤية، ويعتبر يوم الجمعة أفضل يوم لممارسة الصيد كونه يوم إجازة، وتلقى بعض الأحياء البحرية التي لا يستسيغها الكثير من السعوديين رواجاً لدى الوافدين كالأخطبوط وأبو مقص والقواقع. وتوجد بالقرب من مواقع تجمع الصيادين محال لبيع مستلزمات الصيد من"قصبات"و"صنارات"و"جلب"تراوح أسعارها ما بين 50 إلى 700 ريال. وتباع أيضاً في هذه المحال قبعات خاصة بالصيادين تكون دائرية الشكل كي تقيهم أشعة الشمس، ويشتري المبتدئون في الصيد أدواتهم من الأكشاك التي تنتشر على أرصفة كورنيش جدة، ويشترون قصبة الصيد بعشرة ريالات، ليتدربوا على الصيد حتى يتمكنوا من ممارسته باحتراف ومن ثم يقتنون أدواتهم من محال بيع الأدوات الاحترافية. ويحمل الصيادون قصبة الصيد والصنارة برادة لحفظ السمك، ووعاء لحمل طعم لصيد السمك، ويستخدم البعض منهم كراسي محمولة للجلوس عليها أثناء فترة انتظار التهام إحدى الأسماك الطعم الموجود في الصنارة لتعلق فيها.