يشهد كورنيش الدمام خلال شهر رمضان إقبالاً كبيرا من هواة صيد السمك «الحداق»، خاصة في الصباح الباكر وحتى أوقات الظهيرة. ويستخدم الهواة أنواعاً كثيرة من السنارات والميادير وأنواعا عديدة من الطعوم لممارسة هواياتهم المفضلة خلال فترة فراغهم. «الشرق» كانت حاضرة على كورنيش الدمام، واستطلعت أراء بعض محبي «الحداق» في البداية يقول جمعة الدوسري «تعلمت هذه الهواية وأحببتها من والدي منذ ما يقارب عشر سنوات مضت، ومازلت أمارسها في أوقات الفراغ خصوصاً في الإجازات وأجدها فرصة في شهر رمضان بعد أن أنتهي من الدوام لأذهب إلى البحر لاستغلال وقت فراغي قبل أن يحين وقت الإفطار». وعن أفضل أوقات الصيد يقول الدوسري، عند المد حيث يأخذ الماء في الازدياد ويرتفع منسوبه بغزارة ليأتي محملاً بأنواع كثيرة من الأسماك من أبرزها القرقفان والهامور والزمرور والشعم والكنعد. ويشير إلى أن للصيد طرائق فنية، ويحتاج إلى خبرة وممارسة، حيث يستطيع الصياد المتمكن أن يتحايل على السمك من خلال معرفته في أي الأماكن والأوقات يمكن الاصطياد، معتمداً على مهارته الخاصة في رمي السنارة في الأماكن البعيدة أوالقريبة، بالإضافة إلى عملية سحب الخيط أثناء الاصطياد، لافتاً إلى أنه بإمكان الصيادين استخدام عدة أنواع من الطعوم يأتي في مقدمتها العجين وطعم الربيان ولحم سمك الميد ومصران الدجاج . وفي الإطار نفسه يقول أحد هواة «الحداق» حسن الشطي» ليس هناك عدد محدد للأسماك التي يصطادها، خصوصاً وأنه يقضي معظم أوقات فراغه في صيد السمك منذ سنوات، فهناك أيام يوفق فيها باصطياد عشرة من الأسماك، وأيام أخرى يصطاد أكثر من عشرين سمكة وبعض الأيام لا يحالفه الحظ على الرغم من التعب الذي يبذله». واللافت أن حجم الأسماك التي يصطادها في الغالب تكون صغيرة ومتوسطة على كورنيش الدمام، أما في الميناء عادة تكون كبيرة يتجاوز وزنها ال 18 كيلو غراماً كالهامور، مؤكداً أن الأسماك الصغيرة تجهد الصياد لأنها في الغالب تلتهم الطعم دون أن يشعر بها، سوى من يملك الخبرة. ويضيف عبدالعزيز الحسن أحد الصيادين»نغير أماكن الصيد بين حين وآخر حسب الجو ومنسوب المياه والمواسم»، مشيراً إلى أن هناك أماكن فيها كثير من العوائق التي تمسك السنارة، وتقوم بقطع الخيط، إضافة إلى الأماكن التي يرتادها كثير من الناس الذين ينزلون للسباحة واللهو، ففي هذه الأماكن لايمكن أن تصلها الأسماك لأنها تبحث عن الهدوء دائماً. ويبين الحسن، أن وجود بعض الأسماك التي تستطيع قطع الخيط بكل سهولة ومنها سمك الشعم الذي يقطعها بأسنانه التي تشبه «المنشار». ويستطرد» على الصياد الماهر أن يتعب السمكة داخل الماء قبل سحبها حتى يتسنى له إخراجها، وإذا سحبها وهي بكامل قواها العضلية قد تفلت منه». ومن زاوية أخرى يشير أحد المتخصصين في بيع أدوات الصيد بالدمام وهو بنجالي الجنسية ويدعى شهاب الدين، أن هناك مقاسات مختلفة من السنانير حسب حجم السمكة، إذ إن الأسماك الكبيرة التي يتعدى وزنها أكثر من 18 كيلو غراما لابد وأن تصطاد بسنارة طولها من 5.5 متر إلى 6 أمتار حتى تصل بعيداً، مع ضرورة أن تكون ماكينة السنارة كبيرة يصل طول خيطها إلى أكثر من 200 متر، أما السنارة الصغيرة فتستخدم لصيد الأسماك الصغيرة والمتوسطة، حيث يبلغ طول السنارة من 2.5 إلى 3 أمتار ويصل طول خيط مكنتها الصغيرة قرابة ال 100 متر. وعن مقاسات الميادير المستخدمة في «الحداق»، يقول هناك مقاسات مختلفة تبدأ من رقم 1 وهو أكبرها حتى رقم 20، مشيراً إلى أن بعض الصيادين يضعون ميدارين في الخيط، وهناك من يكتفي بوضع ميدار واحد حسب خبرة ورغبة الصياد. وينصح شهاب باستخدام ميدار واحد لمن أراد الحداق أثناء الصيد على الشاطئ وميدارين للصيد بالطراد، بالإضافة إلى تثبيت قطعة رصاص الثقالات لتساعد خيط السنارة في الوصول إلى مسافات بعيدة، ولكي لا تتأثر بأمواج الشط وتياراته وهي متعددة الأوزان تبدأ من رقم نصف وتتدرج حتى رقم 12 وهو أكبرها وعادة ما تستخدم أثناء الصيد بالطراد أما من أراد الصيد على الشاطئ، فيقول يفضل استخدام الثقالات رقم 3 أو 4 حتى تذهب بالخيط بعيداً أثناء الرمي .