لم تصد صنارة محمد سمكة في كورنيش مدينة الدمام أول من أمس، بل طفلاً في العاشرة من عمره. وعلقت الصنارة مجدار في قدم أحد الأطفال، الذين كانوا يسبحون في كورنيش الدمام، حين كان محمد يمارس هوايته في الصيد السمك. ودخل الطفل في نوبة بكاء شديدة، من دون أن يلتفت له الصياد، الذي سحب صنارته، ظناً منه أن سمكة بلعت الطعم، أو أنها ربما علقت في إحدى الصخور البحرية. وحاول والد الطفل أن يخرج الصنارة بنفسه من قدم طفله، بيد أن عدداً من الحاضرين نصحوه بعدم المحاولة. مشيرين إلى أن للصنارة شفرة تسمح بسهولة دخولها، وصعوبة خروجها إلا بقطعة من اللحم. وهذا ما أثار قلق الوالد، الذي أسند ظهره إلى سيارته حائراً، وهو يرى ابنه يبكي. ورفض طلب الصياد أن ينقل الطفل إلى المستشفى، مفضلاً أن يذهب بنفسه إلى أقرب مستشفى إلى الموقع. ووجه عدد من الحضور اللوم إلى الرجل، على ممارسة الصيد في الموقع، الذي يوجد فيه الأطفال. وقال أحدهم له:"أفسدت يوم أسرة الرجل، التي جاءت من أجل الاستمتاع بالبحر، وسببت لها المتاعب، وجعلت يوم الجمعة بالنسبة إليها أسود". ولم يجد الرجل سوى الصمت. وفي مثل هذه الحالات، لا يستطيع الطبيب إخراج الصنارة بالطريقة التقليدية، كأن يسحبها للخلف، وإنما يقوم بقطع رأس الصنارة الخارجي، حتى يتخلص من الموضع الدائري، الذي يربط فيه خيط الصيد، ثم يكمل إدخاله في اللحم، ليخرج في شكل سلس من الجهة المقابلة. ويأخذ نصف دائرة، لكون الصنارة محنية أساساً. ويحذر البحار زهير الغزوي من دخول الصنارة في أماكن خطرة من الجسم، مثل العنق، فقد يواجه الأطباء مسألة مستعصية في إخراجها. متذكراً ما حصل لأحد أصدقائه قبل خمس سنوات، حين كان يمارس الصيد، ولم يكن قد استعمل الصنارة من قبل، ولا توجد لديه خبرة له في البحر، وعند رمي الصنارة علق المجدار في كتفه. وقال الطبيب حينها:"لو أن الصنارة كانت في العنق لتعقد الوضع، وأصبح خطراً جداً".