كشف وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ السعودية الدكتور جبارة الصريصري، عن خطة للتوسع ورفع نسبة التشغيل في مختلف موانئ المملكة، لمواجهة المنافسة الدولية في قطاع المواني، ونمو حجم التجارة الدولية في هذا الجانب الحيوي. وقال الصريصري في تصريح إلى"الحياة":"إن المجال مفتوح لدخول شركات أجنبية وأخرى سعودية للاستثمار في الموانئ المختلفة في المملكة"، مشيراً إلى نجاح تجربة الشريك الأجنبي في ميناء جدة الإسلامي، وجدد الدعوة للشركات الخليجية، التي تصنف"بحسب الوزير"بأنها شركات محلية لا تعامل معاملة الاستثمارات الأجنبية. جاء ذلك خلال توقيع وزير النقل عقداً مع الشركة السعودية للتجارة وتطوير الصادرات تصدير أمس، لإنشاء وتشغيل محطة الحاويات في منطقة إعادة التصدير في ميناء جدة الإسلامي، بنظام إنشاء وتشغيل وتحويل BOT، بكلفة 1.662 بليون ريال، ووفقاً لرئيس مجلس إدارة"تصدير"محمد زينل، فإن المحطة الجديدة سيستغرق تنفيذها ثلاث سنوات، وتقام على أرض مستصلحة في منطقة إعادة التصدير في ميناء جدة الإسلامي. وقال الصريصري إن الموانئ السعودية عموماً وميناء جدة الإسلامي خصوصاً، شهدت في السنوات القليلة الماضية جهوداً لتطوير وتحديث طاقتها التشغيلية، لمواكبة الزيادة في مجال الحاويات المسافنة، التي حقق فيها ميناء جدة الإسلامي قفزة كبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية، مكنته من مواجهة الحركة النشطة التي تشهدها الموانئ العالمية والإقليمية، في ظل تنافسها على استقطاب المزيد من أعداد الحاويات المسافنة، مبيناً أن حاويات المسافنة أصبحت المؤشر الفاعل الذي تقاس به كفاءة وقدرة الموانئ التشغيلية، ويدل على ذلك احتلال ميناء جدة الإسلامي المرتبة ال27 خلال عام 2005، من بين أكبر واهم 100 ميناء عالمي، متخطياً 29 مرتبة خلال أقل من أربع سنوات. وتوقع زينل أن تستوعب المحطة الجديدة ما يصل إلى مليوني وحدة قياسية من الحاويات سنوياً. كما ستشمل المحطة المقترحة منطقة مناولة وتخزين على مساحة 400 ألف متر مربع، مشيراً إلى أن أعمال الحفر والتمهيد ستبدأ في منتصف عام 2007. وأكد زينل أن أهداف هذا المشروع الجديد تتفق مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتشجيع القطاع الخاص على لعب دور فاعل في إقامة وتطوير البنية التحتية في المملكة. وشكلت شركة"تصدير"فريقاً عالمي المستوى لتطوير المحطة الجديدة. إذ تعاقدت مع شركة سي بورت تيرمينال الماليزية المتخصصة في استثمارات الموانئ كشريك تجاري وفني، وتمتلك الشركة الماليزية نسبة 20 في المئة من المشروع، لما لها من خبرة عميقة في تشغيل أسرع الموانئ نمواً في آسيا، وقامت ببناء وتطوير ميناء تانجونغ بيليباس PTP. وقال رئيس الفريق الماليزي:"إننا نقدر ل"تصدير"منحنا هذه الفرصة، كما أننا نتطلع للتعاون معهم لتطوير مشاريع بنيات تحتية، ستسهم في مستقبل المملكة". على صعيد آخر، اختارت"تصدير"شركة مونسيل - أيكوم الاسترالية لتنفيذ دراسة تحليلية دقيقة لشبكة الخطوط والطرق، لتقدم حلولاً شاملة، من شأنها تسهيل حركة السير داخل المحطة، وربط الميناء مع الجسر البري السعودي المزمع إقامته مستقبلاً، والذي سيعود بالفائدة على ميناء جدة الإسلامي ككل. وقال الرئيس التنفيذي لشركة"سيكسو"المهندس صالح حفني، إن التصاميم الأولية للمحطة الجديدة تم وضعها وفقاً لأحدث تقنيات الجيل القادم في مجال النقل البحري، إذ سيتم استخدام رافعات عملاقة حديثة من نوع"سوبر بوست باناماكس". وكذلك سيتم شق قناة عمقها 16.5 متر، مخصصة لخدمة أكبر سفن الحاويات الضخمة والمتطورة تتجاوز حمولتها 14 ألف وحدة قياسية. وشدد حفني على أنه سيتم دعم الميناء بتقنيات معلوماتية متطورة، لتيسير تدفق المعلومات وتعزيز نظام التعاملات الإلكترونية بين أفراد الميناء وخطوط الشحن والخدمات البحرية وشركات الشحن. ويجري العمل في المشروع على قدم وساق، وتم الانتهاء من جميع أعمال المسح واختبارات التربة، وقامت أربع من كبرى الشركات العالمية بتقديم مناقصات لعقود التصميم والهندسة، وستقوم الشركة التي يتم اختيارها، والتي سيعلن عنها مع بداية السنة الميلادية الجديدة، بوضع الدراسات والتصاميم الهندسية، إضافة إلى الإشراف على عمليات التنفيذ. وشكر زينل الدكتور جبارة الصريصري على دعمه للمشروع، الذي يتوقع أن يقوم برفع الطاقة الاستيعابية لميناء جدة الإسلامي بنسبة 45 في المئة، وسيسهم المشروع بدور فعال في تعزيز الجسر البري، الأمر الذي سيحقق ربطاً سريعاً وفعالاً بين البحر الأحمر والخليج العربي.