أسهمت الجهود التي بذلت من قبل أعضاء لجنة العفو وإصلاح ذات البين في إمارة مكةالمكرمة، وبشفاعة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، في إعلان العفو عن مواطن في محافظة الخرمة بعد أن صدرت بحقه الأوامر السامية بتنفيذ حد القصاص، عقب صدور الحكم الشرعي عليه، وذلك على مدى أكثر من ثلاث ساعات من المفاوضات. وكان دبسان بن محمد الحارثي، أقدم على قتل زميله محمد بن ناصر السبيعي، الذي كان يعمل معه في إحدى شركات القطاع الخاص، إثر شجار نشب بينهما. وأسهم تدخل أمير منطقة مكةالمكرمة، وتكليفه لجنة العفو وإصلاح ذات البين بدرس القضية والتدخل لدى أهل الدم، وبحث سبل العفو عن القاتل، في إغلاق ملف القضية أمس، بعد سنتين من الجهود والمساعي المتواصلة التي بذلت من قبل اللجنة، وأكثر من 500 شخص من شيوخ قبائل محافظات الخرمة، ورنية، وبيشة، وبصحبة رئيس مركز إمارة العرقين فيصل بن مناحي. ودخلت وفود شيوخ القبائل الموقع الذي أعد لهم، واستقبلهم فيه شيوخ قبيلة سبيع، وهم: مشاري بن ناصر السبيعي شيخ القريشات، وناصر بن هميل شيخ المراغيم، ومقعد بن سعد شيخ الشميسات، وألقى الشيخ عبدالله بن حماد العصيمي كلمة لجنة العفو التي قدم فيها شفاعة أمير منطقة مكةالمكرمة، موضحاً فضل العفو عند الله تعالى، خصوصاً في أيام عشر ذي الحجة التي تعد من أفضل أيام العام. وقال العصيمي:"إذا كنا قد فقدنا واحداً من أبنائنا في قضية خلافية انتهت بالقتل، فإننا لا نريد أن تعاد المأساة مرة أخرى، لنفقد مواطناً آخر من أبناء هذا الوطن". ووسط ترقب، وبين آمال معلقة برجاء الله استجاب والد القتيل ناصر بن شافي، وتنازل لوجه الله تعالى، وحرر محضر تنازل أمام الحضور"، فيما ألقى عدد من الشعراء الذين حضروا الحادثة قصائد تثني على والد القتيل، وعلى شيوخ وأعيان قبيلة سبيع الذين تدخلوا في موضوع العفو. من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي للجنة العفو وإصلاح ذات البين الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، عن سعادته البالغة بما تحقق من جهود، وقال"كان لشفاعة أمير منطقة مكةالمكرمة الأثر الطيب في مبادرة أهل الدم بالعفو محتسبين الأجر عند الله تعالى، راضين بما قدر". وأضاف الدكتور الزهراني أن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح إلا بالتوفيق من الله تعالى، ثم التدخل الكريم من قبل أمير منطقة مكةالمكرمة ومتابعته للقضية من مقر إقامته في الخارج. وأثنى الدكتور الزهراني على الاستجابة الإنسانية من شيوخ قبيلة سبيع ووالد القتيل السبيعي، وقال:"إنهم كسبوا أجر العفو بإذن الله، ثم تقدير أمير منطقة مكةالمكرمة، وشيوخ القبائل الذين حضروا الموقف".