الصفحة: 6 - المحلية واصل اللقاء العلمي العالمي لخدمات نقل الدم اليوم أعماله بمشاركة أكثر من 120مشاركاً، من معظم الدول العربية، وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والذي تنظمه كلية العلوم الطبية التطبيقية، والمستشفى الجامعي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، بالتعاون مع الهيئة العربية لخدمات نقل الدم. وأكد وكيل وزارة الصحة المساعد للمختبرات وبنوك الدم، رئيس الهيئة العربية لخدمات نقل الدم، عبدالله بن زامل الدريس، أن وجود الدم المناسب في الوقت المناسب يعني الفارق ما بين الحياة والموت، مشيراً إلى أن توافر احتياطي من عينات مختلفة من الدم، يعد ركنا أساساً تستند عليه المستشفيات، وأقسام الطوارئ والعمليات. ولفت الدريس إلى أن نقل الدم يعتبر عملية محفوفة بالمخاطر إذ لا يوجد دم آمن تماماً، ينقل إلى أي مريض، وقال: لذلك نحن لا نلجأ إلى عمليات نقل الدم إلا حين يصبح فيها خيار نقل الدم إلى المريض هو الخيار الوحيد المتاح. وأوضح الدريس أن السعودية وضعت منهجية علمية أساسية، من أجل ضمان سلامة الدم المنقول بالوسائل الطبية من الأمراض، من خلال إجراءات عدة تم تنفيذها، من أهمها إيقاف استيراد الدم من الخارج، والاعتماد على الدم المنقول من متبرعين محليين، بعد إجراء الفحوصات المخبرية كافة، وبعد تطبيق أحدث وأدق الفحوصات، بهدف التأكد من سلامة الدم المعطى قبل نقله، ولذلك تم اختيارها رئيساً للهيئة العربية لخدمات نقل الدم. وقال:"إن خطة القطاعات الصحية، تتضمن العمل على رفع نسبة عدد المتطوعين بالتبرع بالدم إلى نسبة 100 في المئة، إذ يلاحظ ازدياد أعداد المتبرعين". وكشف الدريس عن الزيادة السريعة في أعداد المتبرعين بالدم، مستشهداً فقط بالمتبرعين الذين تبرعوا بالدم لعشر مرات متتالية، وقدر عددهم بنحو 20 ألف متبرع، نالوا على عملهم هذا ميدالية الاستحقاق من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولافتاً إلى أن السعودية تعد من أقل الدول التي حدثت فيها أخطاء نتيجة نقل الدم، مقارنة بالدول الأخرى، قائلاً:"بل تكاد تكون نادرة الحدوث جداً". وأفاد الدريس أن هناك دراسات تجرى حالياً من أجل إنشاء ثلاثة بنوك أو مراكز لخدمات نقل الدم في السعودية، معدة لتكون مراكز عالمية على مستوى عال من التجهيزات، في مجال خدمات نقل الدم، وضبط الجودة ومتابعتها، إلى جانب توجه وزارة الصحة الحالي لإنشاء أكثر من 11 بنكاً إقليمياً ومركزياً للدم، تتولى إمداد المستشفيات بالدم ما يؤدي إلى تطوير مستوى الأداء، وتقليل الأخطاء، وخفض الكلفة الإجمالية لعمليات نقل الدم. من جهته، أكد عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية، الدكتور غازي دمنهوري أهمية وجود مراكز اختصاصية لخدمات نقل الدم في كل منطقة من مناطق السعودية، ولفت إلى أن التقنيات الحديثة قللت إلى حد كبير من نسب الأخطاء الطبية في هذا المجال، وقال:"إن القطاعات الصحية المختلفة تستعين بمثقفين من شتى المجالات، بهدف حث جميع أفراد المجتمع على التبرع بالدم، وإعداد الكوادر الوطنية المتميزة العاملة في هذا المجال، وتنظيم التوعية العامة للأفراد بأهمية التبرع بالدم". وفي السياق نفسه، قالت رئيسة وحدة خدمات نقل الدم في المستشفى الجامعي، استشارية أمراض وطب نقل الدم، الدكتورة سلوى هنداوي: "إن الدم لا يمكن تصنيعه خارج جسم الإنسان لذلك أصبح المتبرعون هم المصدر الوحيد لهذا السائل الثمين، الذي تزداد الحاجة إليه بازدياد الحوادث، وأتاح التقدم العلمي الاستفادة منه ومن مشتقاته". وشددت الدكتورة هنداوي على سلامة الدم، مؤكدة أن ذلك يتطلب وجود مراكز وبنوك دم على مستوى عال من الكفاءة والأداء، كما يستلزم وجود كوادر طبية متميزة، وقالت:"إن ذلك يحتاج إلى المثابرة والعمل الجاد والمتواصل، ابتداء من اقتراح القوانين والنظم الكفيلة بتطوير خدمات نقل الدم، مع وضع الضوابط والشروط الفنية اللازمة لتنفيذ هذه الخدمات بالشكل المطلوب، مع الاهتمام بعقد البرامج التعليمية، والدورات التدريبية الدولية المشتركة، لرفع مستوى العاملين في خدمات نقل الدم، ودعم البحث العلمي، وتنفيذ برامج الجودة النوعية، وإدخال طب نقل الدم كاختصاص قائم بذاته في المؤسسات العلمية الطبية والصحية.