أوضحت الباحثة الاجتماعية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات منى الشربيني أن إحدى الدراسات التي حاولت كشف العوامل المرتبطة بالجريمة في المجتمع السعودي أثبتت تناول 27.6 في المئة من المحكوم عليهم بأفعال جنائية للمخدرات. وأشارت إلى أن المخدر يدفع الفرد إلى ارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي مثل هتك عرض الذكور بنسبة 62.3 في المئة، واغتصاب البنات بنسبة 55.9 في المئة، مؤكدة أن"إدمان المخدرات يلعب دوراً رئيساً في حدوث الجرائم والجنح الجنسية ويسهم اسهاماً كبيراً في إحداث تغيرات على سلوك الفرد ويؤدي لحدوث جرائم خطيرة". وأوضحت الشربيني في ورشة العمل الأولى التي تنفذها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وإدارة توجيه وإرشاد الطالبات في الرياض تحت عنوان"سلوك أبنائنا والانحراف"أن غلاء أسعار المخدرات يدفع كثيراً من متعاطيها إلى السرقة لتغطية حاجتهم منها. ولفتت إلى أن قيمة كبسولة السيكونال تتفاوت ما بين 10 إلى 25 ريالاً، وعلبة الكبتاغون ما بين 140 إلى 240 ريالاً، وغرام الكوكايين أو الهيروين يتجاوز الف ريال، فيما يتراوح سعر الحشيش ما بين 200 إلى 600 ريال، وسعر طن الحشيش يصل إلى 6 آلاف ريال. وقالت الشربيني ان إدمان المخدرات يؤدي إلى حالة تفكك في الشخصية واختلاف التفكير،"وربما يضطر المدمن إلى مخالطة أناس من ذوي المستويات الاجتماعية السيئة". وعن ظاهرة تشفيط الغراء الصناعي والبوية، أشارت إلى أن أول حالة اكتشفت في عام 1900، موضحة أن هذه الظاهرة تنتشر بين الأحداث المتراوحة أعمارهم بين 7 إلى 18 عاماً لأسباب عدة، منها سهولة الحصول عليها وتدني أثمانها. وأضافت أن الغراء والبوية من المواد السامة والضارة، واستنشاقها يسبب تلف خلايا المخ والرئتين والكبد، إضافة إلى تثبيطات في نشاط بعض مراكز الجهاز العصبي المركزي، مع حدوث تشوش نفسي واختلال في السلوك والذهن، فضلاً عن حدوث إصابات عضوية فعلية وشديدة الخطورة في المخ. من جهتها، أوضحت منسقة ورشة العمل هناء الفريح أن إقامة الورشة التي تستفيد منها 50 تربوية، تهدف إلى تدريب المشرفات التربويات والاختصاصيات الاجتماعيات على كيفية مكافحة المخدرات في داخل المدارس، وتعريفهن بآفة المخدرات وأضرارها، إضافة إلى تزويدهن بأساليب التعامل مع الانحراف واكتشاف الإدمان. وأضافت الفريح أن الورشة ستتضمن طرح خمس أوراق عمل، تتحدث الأولى عن تأثير المخدرات على سلوك الفرد للباحثة الاجتماعية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات منى الشربيني، وتتناول الثانية دور المدرسة في تعديل السلوك لرئيسة وحدة علم النفس والاجتماع في الإشراف التربوي نوال الحيدري. وتتناول أوراق العمل لهذا اليوم محاضرة عن دور وسائل الإعلام في تثقيف الطالبات لمديرة مركز المرأة السعودية الإعلامي ناهد باشطح، وستتحدث الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود وكلية التربية الدكتورة فوزية البكر في ورقة عمل عن"التربية وأثرها في تحصين الطالبات من الوقوع في براثن المخدرات"، وتختم الورشة أعمالها الأربعاء المقبل، بورقة عن الاضطرابات النفسية وتأثيرها على الانحراف، مع عرض تجارب واقعية بحضور الاختصاصية النفسية منيرة الذويب. وعلى هامش ورشة العمل يقام معرض من إدارة مكافحة المخدرات يعرض عينات للمخدرات وصوراً ومطويات توضح أنواع المخدرات وآثارها والنهاية الحتمية لمتعاطي المخدرات.