اتفق أخصائيون أن متعاطي المخدرات هم الأكثر ولوغا في ارتكاب الجرائم الشاذة، وأن ما يتوهمه بعض المدمنين أن الكحول والمخدرات تمنحهم الجرأة غير صحيح، إذ أثبتت الدراسات أن المتعاطين يوصفون بتبلد الإحساس وعدم المقدرة على التحكم في تصرفاتهم. وانتقد الأخصائي الاجتماعي في الشؤون الاجتماعية الباحث في قضايا الإدمان وصاحب مؤلفات وبحوث في قضايا المخدرات عادل الغامدي.. انتقد الاعتقاد الخاطئ لدى البعض في أن المخدرات تسهم في تخفيف شدة الأزمات النفسية بينما هي في الواقع تضاعف وتفاقم مشكلته وذكر الأخصائي الغامدي ان الأزمات قد تصل الى درجة الجنون بسبب الإدمان على تعاطي المخدرات. مستشهدا بتشفيط الغراء الذي يؤدي الى تلف خلايا المخ وهو ما يشابه تعاطي الحبوب المخدرة والإدمان على الكحوليات، إذ أن التعاطي قد يؤدي الى بعض الأمراض النفسية والشكوك في الآخرين وسوء الظن بهم، مستشهدا بدراسات في هذا الصدد، فضلا عن مشاهدات واقعية. تبلد الإحساس الدكتور محمد أمين أخصائي الطب النفسي يشير الى أن المتعاطي يشعر دائما بالاكتئاب والقلق وعدم الاستقرار والإحباط وتبلد الحس وانفصام الشخصية، فالمخدرات تفسد العقل والمزاج حتى يصاب الرجل بعدم الغيرة على محارمه لما يفقد من عقل عند تعاطيه لهذه السموم خلاف ما تورثه على صحته من إتلاف للجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي وإصابة القلب والدورة الدموية بأمراض مزمنة والتهاب الكبد والبنكرياس وضعف البصر وتلف الذاكرة وهلوسة السمع والبصر. متعاطون ومجرمون دراسات علمية متخصصة كشفت أن المخدرات تؤدي الى إغراقات السلوك، حيث تزداد العلاقة بين التعاطي وجرائم إزهاق الأرواح وهتك الأعراض والدعارة، كون المخدر يبعد الإنسان عن واقعه ويضعه في عالم من الوهم ينسى معه وجوده وفضائله وينسى معه ارتباطه بمجتمعه.. وبينت الدراسات أن تكرار الانفصال عن الواقع يجعل متعاطي المخدر في حالة تبعية للسم الذي يتعاطاه فينهش جهازه العصبي ويدفعه للهروب من محيطه ومن واقعه. والشواهد على مدى ارتباط المخدرات بالانحراف الاجتماعي والسلوكي للأفراد كثيرة. وبينت دراسة أن 76% من أفراد عينة عشوائية متهمون بارتكاب جرائم وأكثرها الاعتداء المباشر على النفس أو الشروع في القتل وأن 60% من قضايا القتل العمد ارتكبت فيها الجريمة بسبب المعتقد الخاطئ بالخيانة الزوجية وقتلت الزوجة في 31% من هذه القضايا، كما أثبتت البحوث التي عنيت بتفسير السلوك الإجرامي في المجتمع أن هناك علاقة أكيدة وقوية بين ميل الفرد إلى شرب الكحول والخمر والمخدرات وممارسته للجريمة والانحراف. اغتصاب وشذوذ في دراسة أجريت على المجرمين من الجنسين في المجتمع ظهر من نتائج البحث ان الغالبية 70.4% من المحكوم عليهم بجرائم جنسية كانوا يتعاطون المسكر.. وتبين ان الخمور تدفع الى ارتكاب الأفعال الشاذة بنسبة 68.3% وتدفع كذلك الى ممارسة الفحشاء بنسبة 70.5% وتساهم في ارتكاب الجرائم، كالاغتصاب بنسبة 67.6%، وتجعل عند الفرد المتعاطي ميلا نحو هتك عرض الذكور بنسبة 75.4%.. وهذه البيانات تؤكد أن المخدرات من الأسباب الرئيسية في ارتكاب الجرائم.