حثّت نسمات المنخفض الجوي الباردة الذي يمر في السعودية هذه الأيام حاملاً معه طلائع البرد، أصحاب شركات ومحال الملابس على الاستعداد لاستقبال موسم يتوقعون له تحسناً ملموساً قياساً بالأعوام السابقة، بعد أن انفصل موسم العيد مناخياً عن موسم الشتاء، إذ درج المشترون خلال الاعوام الماضية على شراء ملابس الشتاء للعيد ولما بعده من الاسابيع. وأدى اقتراب موسم الشتاء إلى تحرك تقوده مجموعة من الشركات والمستثمرين في الملابس الرجالية والنسائية، لتغيير خريطة المعروضات، من الملابس الصيفية إلى الشتوية. ويقدر حجم سوق الملابس في السعودية بأكثر من 7 بلايين ريال، منها 25 في المئة للملابس الشتوية، أي ما يقارب 1.8 بليون ريال، يستهلكها السعوديون لفترة ثلاثة أشهر في معظم مناطق المملكة، فيما تبقى بعض الأماكن الدافئة طوال السنة محتكرة الملابس الصيفية والربيعية، مثل جدة ومكة المكرمة في المنطقة الغربية. وسرّع تغير الطقس الذي بدأ يظهر في معظم المدن السعودية، من مبادرة المحال والشركات الكبرى المستوردة للملابس، إلى سرعة اتمام مشترواتهم لموسم برد جديد، خصوصاً أنه يحمل معه تباشير شتاء قارس تشتد فيه البرودة، خصوصاً خلال موسم"المربعانية"، لتبدأ المحال الكبيرة والصغيرة استبدال المعروضات من البوليستر والأقطان الخفيفة، الى الاصواف والأقطان السميكة. يقول عبدالعزيز المقرن صاحب سلسلة محال ملابس نسائية:"جرت العادة السنوية مع انتهاء كل موسم، بتصفية الموديلات القديمة، واستقبال الموديلات الجديدة مع بداية الموسم"، مشيراً إلى أن"الحركة التجارية تكون أنشط بالنسبة إلى الملابس النسائية وملابس الأطفال، الذين يحرصون على التجديد، فيما يكتفي الرجال بالأثواب الجديدة، ويستخدمون المعاطف والمشالح الشتوية التي استخدموها في الأعوام السابقة". وأضاف:"تكثر مع دخول الموسم العروض، وطرح أحدث الموديلات"، مشيراً إلى أن"الفترات ما بين الفصول المناخية يقضيها معظم التجار في السفر وحضور المعارض، لإبرام الصفقات التجارية باستيراد كميات كبيرة من الملابس وتوابعها لاستقبال الموسم". وأوضح ان"المنافسة في السوق تشهد تنامياً حاداً مع دخول شركات الامتياز التجاري الفرنشايز بقوة الى السوق خلال السنوات الماضية، مؤدية الى خروج العديد من التجار الصغار من السوق، نتيجة عدم قدرتهم على المنافسة من جهة، ونتيجة اقبال المشترين على الماركات المعروفة، خصوصاً تلك التي تتمتع بأسعار متوسطة وجودة معقولة". ولا يوجد في السعودية سوى شركتين مساهمتين فقط تتخصصان في استيراد الملابس، الأولى شركة"الحكير"التي طُرحت للاكتتاب أخيراً، وتتخصص في الغالب في الملابس النسائية والأطفال وملابس الرجال الغربية، والثانية هي شركة"عجلان وإخوانه"المتخصصة في الملابس الرجالية الوطنية والملابس الداخلية والبيجامات للجنسين، وهي ستًطرح للاكتتاب خلال العام المقبل. وتسيطر المنتجات الصينية للملابس خصوصاً النسائية في شكل كبير على السوق السعودية، إذ تتجاوز حصتها 15 في المئة، فيما يسيطر اليابانيون على الأقمشة الرجالية الصيفية، ويتنافسون مع المنتجات الأوروبية والكورية والعربية على الأقمشة الرجالية الشتوية، فيما تتوزع حصص الملابس إجمالاً في السوق بين المنتجات الأوروبية، خصوصاً الإسبانية، إضافة إلى بعض المنتجات العربية، أهمها السورية واللبنانية والمصرية التي تتميز بالسعر المنافس. ونشطت في الآونة الأخيرة مشاريع محلية لإنتاج القماش، مثل المصنع الذي تملكه شركة الأحساء للتنمية، ومشاريع فردية لإنتاج الملابس، خصوصاً الأثواب الرجالية والنسائية يملكها أفراد يعانون من قلة خبراتهم التسويقية، وضعف منافذ البيع والتوزيع، إضافة إلى عدم قدرتهم على المنافسة السعرية، خصوصاً مع المنتجات الآسيوية.