شهدت مكاتب حملات العمرة والحج في المنطقة الشرقية إرباكاً شديداً وتكدساً وازدحاماً من مواطنين ومقيمين إثر بدء إجازة المدارس في 18 من رمضان الجاري بدلاً من 24 من الشهر ذاته، وكذلك اقتراب العشر الأواخر فيه، ما زاد من التكالب على حجوزات تلك المكاتب من أجل قضاء الإجازة في رحاب الحرمين الشريفين والفوز بعمرة رمضان، التي تعادل"حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم". وشكا البعض من سوء التنظيم والارتباك الواضح من جانب"بعض الحملات"، وعدم الوفاء بالوعود وبخاصة لناحية الخدمات والفنادق وقربها من الحرمين الشريفين، ما يعكر صفو العبادة، التي استلزمت قطع أكثر من 1250 كيلومتراً. وقصد عبد الرحمن الهاجري أكثر من مكتب للعمرة، ليطلع على برنامجه في العشر الأواخر من رمضان، إلا أنه في كل مرة يفاجأ بقول مسؤول الحجز:"البرنامج الموجود حالياً لغاية يوم 18 رمضان فقط، وما بعده سننزله لاحقاً"، وعند سؤاله عن السبب كانت الإجابة شبه متفق عليها"هناك صعوبة في حجز الفنادق، وتفاوت أسعار الحجز، ولجوء بعض الفنادق في مكةالمكرمة إلى تأجير غرفها الأيام العشرة كاملة". ويذكر عبدالله جابر أنه سافر مع صديقين له في نهاية الأسبوع الأول من رمضان مع أحد مكاتب العمرة في الدمام،"إلا أنني لم أجد مشرفاً على الحملة كما قيل لي عند الحجز"، وعندما وصل مكةالمكرمة"فوجئت بأن الفندق يلزمنا بشخص رابع يسكن معنا في الغرفة، التي قمنا بحجزها من الدمام، وفشلت كل محاولاتنا لتصحيح الوضع، بعد اتصالات عدة بمكتب الحملة"، ويضيف صديقه أحمد"تحملنا الوضع لحين قدومنا إلى الدمام، واستطعنا أن نسترد فرق الأسعار بعد الرجوع للمكتب". وذهب محمد الشهري إلى أن بعض المكاتب تستغل الشهر الكريم وصيام المعتمرين كي تعطيهم"نصائح في الصبر على الأذى، وتحمل أخيك المسلم"، ويضيف"في حين يقوم المكتب بتأجير حافلات قديمة تعطل في الطريق، أو تكون خالية من وسائل الراحة مثل أجهزة التكييف التي ربما تكون معطلة أيضاً"، ويذكر حادثة له في رمضان قبل عامين أثناء عودته من مكةالمكرمة بعد أداء العمرة، إذ أجبر مشرف الحافلة الركاب على استضافة ركاباً آخرين تابعين للحملة ذاتها بداعي وجود أماكن تسمح بذلك في الحافلة"غافلاً حجز أصحاب تلك الكراسي لها من أجل المزيد من الراحة، مسبباً لهم الإحراج مع الركاب الجدد بزعم"تحمل أخيك المسلم ولك الأجر". وشكا معتمرون من ارتفاع أسعار رحلات العمرة في هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً، وتراوحت رحلات الثلث الأول من شهر رمضان بالنسبة لرحلات آخر الأسبوع، أيام"الأربعاء والخميس والجمعة"بين 200 و650 ريالاً للفرد الواحد، وبالنسبة للسفر فقط من دون سكن وصلت بين 130 إلى 200 ريال للفرد الواحد، لرحلات الحافلات، أما رحلات الطيران فتراوحت أسعارها بين 1400 ريال إلى 2500 ريال لليلة الواحدة في مكة فقط، شاملة الفندق، بزيادة تقدر من 15 إلى 20 في المئة في أسعار رحلات الحافلات لدى بعض المكاتب في الثلث الثاني من الشهر ذاته، وتؤكد غالبية المكاتب في إعلاناتها التي توزع على العملاء عن برامجها أن هناك"برامج ممتعة أثناء الرحلة، ووجبة إفطار مجانية ووجود حافلات حديثة مكيفة، ومشرفين من أصحاب الخبرة والعلم، ويمنع التدخين في الحافلات". وعزا المسؤول في مكتب ابن الجوزي للعمرة والحج أحمد السويلم ارتفاع الأسعار إلى"مشروع جبل عمر الذي تتم إقامته في مكةالمكرمة، والذي ساهم في هدم الكثير من الفنادق القريبة من الحرم المكي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار"، مرجعاً السبب إلى"ارتفاع أسعار الفنادق في مكةالمكرمة، ما ينعكس بدوره على مكاتب العمرة والحج في الشرقية، وبالتالي المعتمر". وعن سبب تأخر نزول برامج الأيام العشرة الأواخر من رمضان يقول:"تفاوت الأسعار في تلك الأيام، وسعي مشغلي الفنادق في العاصمة المقدسة إلى تأجير غرفهم في العشر الأواخر كاملة".