ساهمت دروس دينية وندوات توعوية ألقيت في مساجد المنطقة الشرقية، في الحد من استخدام شبكة الإنترنت خلال شهر رمضان، بعد أن حذر دعاة من مخاطرها على الصائم، وبخاصة إذا تعلق الأمر بغرف الدردشة العامة والخاصة، وما يحدث فيها من مخالفات أخلاقية صريحة. ووجدت أسماء حمد نفسها تبتعد تلقائياً عن استخدام جهاز الكمبيوتر، وتحديداً شبكة الانترنت، بعد أن قسمت وقتها بين الصلاة وقراءة القرآن ومشاهدة البرامج الدينية على الفضائيات. وتقول:"طوال شهور العام وأنا أستخدم شبكة الإنترنت بمعدل يتراوح بين ثلاث إلى خمس ساعات يومياً، أقضيها في التصفح على المواقع المختلفة وقراءة عناوين الصحف ومتابعة جديد الأسواق، وتصفح المواقع الإخبارية العالمية، إلى جانب استخدام الماسنجر للتواصل مع الأصدقاء والمعارف"، مضيفة"فضلت أن أستغل الوقت في رمضان في أشياء ذات صلة بالعبادة، إذ وجدت نفسي، ومن دون قصد، أبتعد عن استخدام الكمبيوتر كلياً، من دون أن تكون لدي الرغبة في استخدامه". ويتفق فؤاد عبدالله مع أسماء في ما وصلت إليه، ويؤكد أن"الكمبيوتر، كجهاز وتقنية، محترف في سرقة الوقت وهدر الساعات، وبخاصة إذا لم يكن هناك هدف من وراء استخدامه"، بيد أنه يستثني برنامج الماسنجر ويرى أنه مفيد للغاية"ظروف الحياة ومشكلاتها تبعد الأصدقاء والأهل وتشغلهم، إلا أننا قد نتقابل بالمصادفة عبر الماسنجر، فنطمئن على بعضنا البعض ونتبادل أطراف الحديث ونسترجع الذكريات القديمة والجميلة". وقرر سعود سالمين طالب إغلاق غرف الدردشة نهائياً من جهازه الشخصي خلال رمضان"شعرت أن الدخول إليها لا يخلو من مخالفات أخلاقية جسيمة لا تتناسب وهذا الشهر الكريم، وبخاصة أن فيها أناساً لا يلتزمون بقواعد الأدب والاحترام، وقد يكتبون كلاماً جارحاً يخدش الحياء"، مضيفاً"يلجأ عدد غير قليل من مستخدمي هذه الغرف إلى أسلوب الكذب المتعمد، فيدخلون بأسماء نسائية أو وهمية لخداع بقية المشاركين فيها وإجراء دردشة معهم، وقد يتطور الأمر بتبادل العناوين الالكترونية وأرقام الجوالات، وهذا يتنافى مع الأخلاق الحميدة والذوق العام، ويجرح الصيام، لذا قررت إلغاء برنامج الجافا الذي يساعد على فتح وتشغيل هذه الغرف". واتفقت شيماء مع زميلاتها في المدرسة على منع استخدام الكمبيوتر خلال شهر رمضان"مع بداية الشهر الكريم، كنا على موعد مع درس قيم ألقته معلمة التربية الدينية، حذرتنا فيه من الانجرار خلف شبكة الانترنت والمواقع السيئة، التي يسعى أصحابها إلى خدش حياء الإنسان المسلم الصائم، فكان قرارنا الجماعي بمنع الجلوس إلى جهاز الكمبيوتر خلال شهر رمضان، وأفضل ما في هذا القرار أنه جاء عن اقتناع تام وإرادة قوية وعزيمة من حديد". ويستخدم صالح الحسني شبكة الانترنت بمعدل ثلاث ساعات يومياً"متطلبات العمل تستدعي ذلك، حيث إنني مكلف بإرسال رسائل إلكترونية إلى عملاء الشركة التي أعمل فيها مندوباً، غير أنني أحرص على عدم فتح الرسائل الإلكترونية حتى لا أعرف مصدرها أو مواقع لا توجد حاجة إليها".