بدت سجلات «الدردشة» التي عرضت على المحكمة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا مثل أي دردشة (شات) بين أصدقاء عاديين على أثير «الماسنجر» الذي تتيحه شبكة «ياهو» على الإنترنت. بيد أن موضوعها ترتعد منه الفرائص، إذ إن «القاتل» - وهو أحد طرفي الدردشة - يريد أن يحضَّ إخوانه المتشددين في إندونيسيا على مزيد من التغلغل في «الجهاد» الذي يخوضه تنظيم «القاعدة» في باكستان. وبين السجلات دردشة يطلب فيها «القاتل» من شقيقه المقيم في السعودية تحويل أموال لتنظيم ما وصفه بأنه أكبر هجمات إرهابية بعد هجمات العام 2001. وطبقاً للسجلات - بحسب وكالة «أسوشييتد برس» أمس (الثلثاء) - فإن المتحدث من الطرف الآخر، وهو باكستاني سمى نفسه «سيف - أ» يقول ل«القاتل»: «احضروا إلى باكستان. القادة الكبار يقولون ذلك. أرسلوا أحد أولادكم إلى هنا ليمثل تنظيمكم». لكن «سيف - أ» يضيف تحذيراً مهماً، إذ يقول: «الإخوة يشعرون بقلق شديد، إذ إن جميع الصواريخ (الأميركية) تقصف أهدافها بدقة. وذلك يعني أن شخصاً ما من الجماعة متورط» في إعطاء القوات الأميركية معلومات دقيقة. وكانت تلك السجلات تم استخلاصها من جهاز الكومبيوتر الخاص بمحمد جبريل الذي تشتبه السلطات في أنه استخدم لقب «القاتل» في تلك الدردشات، وهو إندونيسي عمره 26 عاماً دأب على إطلاق حملات إعلامية لمصلحة «القاعدة»، وتجري محاكمته حالياً بتهمة تمويل هجومين مزدوجين استهدفا العام الماضي فندقين في جاكرتا. وتوجد تلك السجلات ضمن ملف من 800 صفحة في يد الشرطة الإندونيسية، ويشمل محادثات في غرف دردشة إلكترونية تتعلق بإرسال أموال ومجندين إلى (القاعدة)، ويتضمن محادثة عن مدى التقدم الذي أحرزه مشروع احتيال باستخدام بطاقات ائتمانية من مصارف غربية عدة بهدف تمويل نشاطات إرهابية. ويشير المتحادثون إلى خلايا إرهابية ومصادر في القاهرة والسعودية والعراق. ويشير جبريل المشتبه بأنه «القاتل» في سجلات محادثات الدردشة إلى فترة قضاها في كشمير، إذ تم تعليمه استخدام البنادق في هجمات القناصة واستخدام الصواريخ المحمولة على الأكتاف. كما يشير إلى زيارة قام بها إلى باكستان نهاية عام 2007، إذ التقى قادة «القاعدة» و«طالبان» في إقليم وزيرستان، وبينهم شخص يُكنى «أبو بلال التركي». وتعتمد الشرطة في ادعائها على جبريل على رسالة إلكترونية نجحت شرطة مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (اف. بي. آي.) في اعتراضها، يطلب فيها جبريل من شقيقه المقيم في السعودية إرسال أموال لتمويل ما يزعم أنه سيكون أكبر هجوم منذ هجمات أيلول (سبتمبر) 2001، في إشارة إلى الهجومين المتزامنين على فندقين في جاكرتا، واللذان أسفرا عن مقتل سبعة أشخاص.