يحتاج الفرد ليكمل مسيرته في حياةٍِ مليئة بالمشاغل والأعباء والضغوط ومتزامناً معها انتشار الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية، من قلق وتوتر وكآبة وصداع وربو وغيره، إلى أساليب وطرق تسهم في التخفيف من هذه الأمراض، وتُعينه على مواجهتها ومن هنا وجدت طرق عدة وأساليب تعين الفرد لهذه المواجهة، والتي منها الاسترخاء الذي يتمثل بصور عدة منها: التأمل والتدريب على التنفس العميق، وإرخاء العضلات وبعض الأنشطة الرياضة وغيره من الوسائل المتنوعة للاسترخاء. والهدف من تمارين الاسترخاء تهدئة الجسم والعقل، فهي أساليب سهلة الممارسة وتساعد إلى حد كبير في تقليص التوتر والضغط لدى الفرد، كذلك تقليل معدل ضربات القلب وخفض معدل التنفس وضغط الدم، وتقليل الشد العضلي، والاتزان في استهلاك الأوكسجين، كما يعمل الاسترخاء على زيادة الطاقة والإنتاجية للفرد ويحسن من الذاكرة والقدرة على التركيز من خلال الاسترخاء العميق وبالتالي خلق شعور عام للفرد بالرضا والاستعداد للإبداع. والمتأمل في حال المسلمين في هذا الشهر الكريم والتزامهم لكثير من العبادات، وبخاصة صلاة التراويح القيام يتلمس الفوائد العلاجية والروحية عليهم، فالمواظبة على أداء الصلوات وبخاصة صلاة التراويح إعانة للمسلم في التقرب إلى الله، وراحة له، فيما يجده في هذه الصلاة من شعور بالطمأنينة والاسترخاء، والتحسن في مزاجه واستقراره النفسي، فهذه النافلة بدأً من الوضوء إلى الحركات الجسدية من تكبير وركوع وسجود وجلسة ووتر ودعاء قنوت وتسليم، ما هي إلا تمريناً بدنياً وذهنياً تسترخي له عضلات الجسم، فتزيد الطاقة لهذه العضلات خلال تأدية الصلاة، وبالتالي يتحسن معدل التنفس وتتوسع الأوعية الدموية فيتدفق الدم بسهولة إلى القلب، ما يعمل على تقوية عضلة القلب، وبالتالي الشعور بالراحة والطمأنينة. وباستشعار الفرد المؤمن أثناء الصلاة لآيات الله من ترغيب وترهيب وتصوير لنار ولجنة نعيم، وآمر من الرحمن ببعدٍ عن النار والفوز بالجنان، تزداد سكينته وطمأنينة نفسه وطاقته للعمل لإرضاء ربه. فعلينا أن نغتنم هذا الشهر العظيم وألاّ نحرم أنفسنا من استرخاء روحاني بين يدي الجليل الرحمن بالمواظبة على أداء الصلوات والتدبر لمعاني القرآن. * أختصاصية نفسية [email protected]